طالب علم كان قائما على مسجد وله طلاب كثير فبدأ الطلاب يقلون فشعر بالضجر والملل فما نصيحتكم لهذا الأخ؟ 2023-01-23 17:23:34
السؤال :
يقول
السائل : طالب العلم كان قائما على مسجد وله طلاب كثير فبدأ الطلاب يقلون فشعر بالضجر والملل فما نصيحتكم لهذا الأخ ؟
الجواب :
إن كان
قلة الطلاب ما هو من جهته فهذا قدر الله فينبغي
على العبد أن يصبر ولا ييأس ، يأتي الرسول
ومعه الرجل والرجلان والرسول وليس معه أحد ، هم رسل من عند الله عز وجل ، بعثهم
الله عز وجل وأرسلهم وأكرمهم بالرسالة ومع
هذا ما استجاب لهم إلا القلة من الناس ، رسول معه رجل ورجلان ، ورسول وليس معه أحد
، فإذا كان الأمر ما هو من جهة الشخص فلا يبالي هو يفعل شيء لوجه الله عز وجل يدعو
الناس لوجه الله سبحانه وتعالى استجابوا أو لم يستجيبوا ، وإن كان من جهته فليصحح حاله ، إذا كان الناس نفروا
منه لسوء خلقه فالواجب عليه أن يحسن خلقه ، إن نفروا منه بسبب ذنوبه ومعاصيه يتوب إلى
ربه تعالى فإن كان من جهة نفسه فليصحح العمل ، وأما إذا كان شي بقضاء الله وقدره ما
استجابوا له مع أنه سلك المسلك الشرعي الصحيح في ذلك لكن ما استجابوا له فالهداية
ليست بيده الهداية بيد الله عز وجل ، لكن الخطأ أن يكون الشيء من جهة نفسه ، فإن
هناك من الناس من هو منفر ما عنده حسن خلق ولا حسن تعامل مع الناس والله يقول : " فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ
لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
" فهناك من هو فض غليظ القلب ما عنده
اللين ، ما عنده الرفق ما عنده الحكمة ما عنده الكلام الحسن والموعظة الحسنة ما
عنده الأسلوب الحسن " ادع الى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " فإذا لم
يكن التقصير من جهة الشخص فهذا بلاء يصبر عليه ، فنوح عليه الصلاة والسلام مكث في
قومه تلك المدة الطويلة وكم آمن معه ؟ آمن به القليل وهي مدة طويلة مكث ألف سنة إلا
خمسين عاما يدعو إلى الله عز وجل بالليل والنهار والسر والجهار بالترغيب والترهيب
، واستجاب له القليل ، فالخطأ أن يكون التنفير من جهة الشخص ، أما إذا كان الناس
ما هداهم الله عز وجل مع سلوك الداعي الى الله عز وجل بالمسلك الصحيح فلا لوم عليه فإذا كان الأمر كذلك ما ينبغي
للشخص أن يملل ويضجر ربما يبقى في بعض المناطق سنة أو يبقى سنتين أو ثلاث سنين أو أقل
ويجد قلة من الناس من استجابوا له فيضجر ويملل ونوح عليه الصلاة والسلام مكث ألف سنة
إلا خمسين عاما من غير ملل ولا ضجر {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ
قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًا (6)
وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي
آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا
(7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ
وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) .
فالذي
ينبغي هو الصبر، الصبر يثمر ولو بعد حين إذا صبر الإنسان وما أصابه الضجر والملل ،
فتحصل الثمرة ولو بعد حين وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ، بعض الناس في
كل منطقة من المناطق وهو يقول : لا يستجيب أحد في تلك المنطقة هذا كلام ما هو صحيح
، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن فكم من شخص كان في غاية العداء بأهل السنة فصار
في غاية المحبة لهم فالواجب الصبر والله عز وجل قد يبتلي العبد بقومه وبعشيرته
فترة من الزمن ثم يحصل لهم الإيمان ، حصل ما حصل لقوم يونس مع نبيهم يونس عليه
الصلاة والسلام ومعلوم قصة يونس ، ولما خرج من قومه لما لم يستجيبوا له وذهب البحر
وحصل ما حصل وماذا كان آخر الأمر آمنوا وإلا
استمروا في كفرهم ؟ الجواب : امنوا بالله
عز وجل ، بالعبد قد يبتلى في أول الأمر .