الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /الصراحة في بيان أسباب الراحة 11 ربيع الآخر 1447هـ
الصراحة في بيان أسباب الراحة 11 ربيع الآخر 1447هـ 2025-10-04 13:43:22


خطبة جمعة بعنوان الصراحة في بيان أسباب الراحة

لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه 

سجلت بتاريخ ١١ ربيع الآخر ١٤٤٧ه‍
مسجد الفاروق إب اليمن حفظها الله وسائر بلاد المسلمين 

إن الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[ آل عمران : 102] .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[ النساء : 1 ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب : 70 ،71].

أما بعد :  فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.

يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)}[النحل:97]

وفي المقابل يقول سبحانه وتعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124)قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125)قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126)}[طه:124،126].
الراحة والحياة الطيبة بطاعة الله عز وجل، بالإيمان والعمل الصالح، وضيق النفس والحياة الضنكة بالإعراض عن طاعة الله عز وجل، الإعراض عن ذكر الله سبحانه وتعالى، الناس في هذه الحياة الدنيا يطلبون الراحة ويسعون في تحصيلها بكل ما يستطيعون، فهناك من يوفقه الله سبحانه وتعالى لها، وهناك من يخطئ طريقها، هناك من يريد الراحة بمعصية الله عز وجل، يكثر من الذنوب والمعاصي والشهوات يريد أن يستريح ولا يستريح، هنالك من يتجه إلى الأغاني والمعازف في ليله ونهاره يريد أن يستريح ولا يستريح، هنالك من يتجه إلى المسكرات بأنواعها ويريد بذلك أن يستريح لكنه لا يستريح، أول ما يزول عنه السكر يرجع إليه ما كان عليه من الضنك والعياذ بالله، هنالك من يريد الراحة بجمع الأموال والإكثار منها يظن أن راحته بالمال، ويزيده الله عذابا،{فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ} لأنه لم يسلك المسلك الصحيح في طلب الحياة الطيبة والراحة.
هنالك من يريد الراحة فيكثر من الأسفار والسياحة في الأرض من هنا إلى هناك يريد الراحة ولا يجد الراحة في نفسه، لا يجد الراحة في صدره، لا يجد الراحة في قلبه، لأنه أخطاء طريقها، الحياة الطيبة والراحة إنما هي بطاعة الله عز وجل، والاستقامة على شرعه، قال سبحانه وتعالى: من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، فهذه هي الحياة الطيبة، وهنا تكون الراحة، الراحة تكون في طاعة الله عز وجل، ومن أعظم أسبابها توحيد الله عز وجل، من حقق التوحيد فهو في راحة في الدنيا وفي الآخرة، صدره منشرح وقلبه متسع، {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ}[الأنعام:125].
قال:{أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ}[الزمر:22].
وأصل الإسلام هو توحيد الله عز وجل، المشرك في ضيق وفي ضنك وفي حياة تعيسة، وفي هم وغم وقلق، والموحد الذي علق قلبه بربه سبحانه وتعالى وحده لا شريك له قلبه منشرح وقلبه متسع، فأصل الراحة هي بتوحيد الله عز وجل، والابتعاد عن الإشراك بالله عز وجل، إذا دعوت فلا تدعو إلا الله، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وإذا ذبحت متقرباً فاذبح لله وحده لا شريك له، وإذا توكلت فتوكل على الله وحده لا شريك له، بهذا تحصل أصل الراحة والسعادة في الحياة الدنيا.

ومن أسباب الراحة ذكر الله عز وجل، إن وجدت ضيقاً في قلبك فاتجه إلى ذكر الله عز وجل، لا تتجه إلى الأغاني، ولا تتجه إلى المسكرات، ولا تتجه إلى غير ذلك من المحرمات كالنظر في الأفلام والصور المحرمة، لا تتجه إلى معصية الله فتزداد ضيقا وكربة، إن أردت الراحة فعليك بذكر الله عز وجل، أكثر من ذكر الله في ليلك وفي نهارك، ولا سيما الأذكار الراتبة من أذكار اليوم والليلة، وقد صنف العلماء في ذلك المصنفات الكثيرة، قال سبحانه وتعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)}[الرعد:28].
فالقلوب ترتاح وتطمئن بذكر الله عز وجل، وكلما أكثرت من ذكر الله مستحضراً لما تقول فإن قلبك ينشرح ويزاد انشراحاً واتساعاً وتشعر بالراحة العظيمة، وجرب ذلك، جرب ذلك تلقى الخير الكثير، والله عز وجل يقول في الحديث القدسي: وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه.

وهكذا من أسباب راحة القلوب: الصلاة، حافظ على الصلوات، حافظ على فرائض الله عز وجل، وأكثر من النوافل، أكثر من نوافل الصلوات تشعر بالراحة والطمأنينة، وقد جاء عند الإمام أحمد والنسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: وجعلت قرة عيني في الصلاة. فأكثر منها تسترح من هموم الدنيا ومن شدائدها ومن محنها وكرباتها، فإن أردت الراحة فعليك بطاعة الله عز وجل، وعليك بالصلوات، تريد الراحة وأنت لا تصلي إلا من الجمعة إلى الجمعة، تريد الراحة أنت تتلاعب بفرائض الله عز وجل، تصلي في أوقات وتترك في أوقات لم تسترح بذلك، إذا أردت الراحة فحافظ على الصلوات وأكثر من نوافلها، حافظ على الصلوات وعلى رواتبها وسننها المؤكدة، وأكثر من نوافلها تجد الراحة والطمأنينة في قلبك، وتحيى حياة سعيد، قال الله سبحانه وتعالى:{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}[الحجر:97،99].
أي حتى يأتيك الموت، بهذا ينشرح صدرك ويطمئن قلبك ويزول عنك الضيق، {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} كن كذلك من المكثرين من الصلوات، ومن المحافظين على فرائضها وعلى نوافلها، تنل الراحة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، احرص على الفرائض وهكذا احرص أيضا على النوافل، ولا سيما صلاة الليل، استيقظ ولو في قريب الفجر، وقبل طلوع الفجر وصل الوتر، واذكر الله عز وجل في ذلك الوقت، تجد الراحة وتجد الطمأنينة بذلك، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ.
قم قبل الفجر واذكر الله عز وجل، قم ذاكراً لله عز وجل، وقم من فراشك وتوضأ توضأ ثم صلي ما كتب الله لك، صلي ما كتب الله لك من قيام الليل ومن الوتر، فإنك تجد انشراحاً عظيماً في صدرك، وتجد راحة عظيمة كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه يصبح نشيط النفس، يصبح نشيطاً إذا قام وذكر الله عز وجل وتوضأ فيصبح وهو منشرح القلب، مطمئن النفس، طيب النفس، طيب النفس نشيطا، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان، في ضيق وفي ضنك، وفي تعاسة وفي هم وغم والعياذ بالله، قد بال الشيطان في أذنيه كما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله من مسعود رضي الله عنه، أن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر له أن رجل نام حتى أصبح، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ذلك رجل بال الشيطان في أذنيه، هذا الذي نام ولم يصلي لله شيئاً ولم يذكر الله عز وجل، حتى طلع عليه الصباح أخبر النبي عليه الصلاة والسلام لأنه بال الشيطان في أذنيه، ومن كان كذلك قد بال الشيطان في أذنيه فإنه يصبح خبيث النفس كسلان، كسلان في أمر دينه ودنياه، ونفسه خبيثة، إذا تكلم تكلم بالكلام السيء والكلام القبيح، لا يقبل لأحد قولاً ولا فعلا، خبيث النفس لأنه لم يذكر عز وجل، ولأنه لم يستيقظ من نومه ذاكرا لله عز وجل، ولم يتجه إلى الوضوء والصلاة فيصبح وهو خبيث النفس كسلان والعياذ بالله، الراحة في طاعة الله عز وجل، الطمأنينة في طاعة الله، انشراح الصدر في طاعة الله والمسارعة في مرضاة الله، وما سوى ذلك فإنما هو الضنك والضيق والتعب والهم والغم .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية :

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد : معاشر المسلمين من أراد الراحة فعليه بطاعة الله عز وجل، من أسبابها مجالس العلم، ومجالس الوعظ، ومجالس التذكير، فهي من أسباب راحة القلب وطمأنينة النفس، ومن كان في هم وغم واتجه إلى بيوت الله عز وجل وقرأ كتاب الله عز وجل واجتمع مع إخوانه المسلمين لمدارسة القرآن ولأخذ العلم النافع يجد الطمأنينة في قلبه، ويجد الراحة العظيمة، جاء في مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وبنحوه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ.
من كان كذلك اطمأن قلبه ونال الراحة العظيمة في بيوت الله عز وجل، في أحب البلاد إلى الله عز وجل، فأحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام، فكن من رواد المسجد، كن من المجتمعين في بيوت الله عز وجل، من الجالسين في مجالس العلم والخير، من القارئين للقرآن في بيوت الله، والذاكرين لله عز وجل إن أردت الراحة فإن ذلك من أسبابها.

ومن أسباب الراحة الصدقة والإحسان على الفقراء والمساكين، وكلما أحسن العبد إلى إخوانه الفقراء والمساكين والمحتاجين كلما إنشرح قلبه وجد الراحة العظيمة، وكلما كان بخلاف ذلك جاءه الضيق والضنك، جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:" مثل المنفق والبخيل كمثل رجلين عليهما درع من حديد أو جبة من حديد من ثدييهما إلى ترقوتهما قال: أما المنفق كلما أنفق أسبغت أو وفرت عليه حتى تخفي بنانه وتعفو أثره، أي تتسع تلك الجب عليه حتى تغطي بنان قدميه وتعفو أثره أي أثر مشيه، تتسع بذلك قال: وأما البخيل كلما أراد أن ينفق شيئا لزقت عليه لزقت في مكانها وهو يريد أن يوسعها ولا تتسع، وهذا مثل لقلب المنفق ولقلب البخيل، فقلب المنفق كلما أنفق وأحسن إلى عباد الله فإنه يتسع ويتسع ويشعر بالراحة والطمأنينة، والبخيل كلما بخل كلما ضاق عليه قلبه وضاق عليه قلبه فشعر بالضنك والهم والغم، فمن أسباب الراحة الإحسان إلى عباد الله عز وجل .

ومن أسبابها أن تترك فضول النظر والأكل والشرب والكلام، لا تنظر إلى ما حرم الله عز وجل، ولا تكثر من الأكل فوق ما تحتاج إليه، ولا تكثر من الكلام فإن هذه مفاتيح للشر من أسباب ضيق القلب وقسوة القلب، ومن لم ينظر إلى الحرام حفظ نظره عن الحرام، وسمعه عن الحرام ولسانه عن الحرام، وأكل بمقدار ما يحتاج إليه فإنه يجد راحة في قلبه، فترك فضول النظر والكلام والأكل من أسباب راحة القلوب، وأعظم الراحة إنما هي في الآخرة، ومن حصل راحة القلب في الدنيا فإنه ينتقل إلى راحة الآخرة، إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، وفي الصحيحين من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، أن جنازة مرت فقال النبي عليه الصلاة والسلام : مستريح ومستراح منه، فقالوا : يا رسول الله ما المستريح وما المستراح منه ؟ قال عليه الصلاة والسلام : العبد المؤمن إذا مات استراح من نصب الدنيا وأذاها، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب، فالعبد المؤمن إذا مات وانتقل إلى الدار الآخرة فإنه يستريح، يستريح من نصب الدنيا وأذاها، هذا العبد المؤمن الذي حقق الإيمان وكان في راحة في قلبه في الحياة الدنيا بطاعة الله عز وجل، فإنه ينتقل إلى الراحة الأبدية .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم اهدنا إلى الصراط المستقيم واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، ولا تجعلنا من الضالين المنحرفين، اللهم عافنا في الدنيا والآخرة، اللهم عافنا في الدنيا والآخرة، اللهم عافنا في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم انصر عبادك المستضعفين في في بلاد غزة، اللهم انصرهم نصرا مؤزرا، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم كن لهم ناصرا ومعينا ومؤيدا وظهيرا، اللهم أعزهم بعزتك، اللهم أعزهم بعزتك، اللهم أعزهم بعزتك، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائرهم ومن فوقهم ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم، اللهم عليك باليهود والنصارى وجميع المتآمرين على الإسلام والمسلمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، إنك على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين.

فرغها أبو عبد الله زياد المليكي حفظه الله


جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي