القول المعتبر في الحث على رفع الأذى والضرر 4 ربيع الآخر 1447هـ 2025-09-26 13:23:00
خطبة جمعة بعنوان القول المعتبر في الحث على رفع الأذى والضرر
لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه
سجلت بتاريخ ٤ ربيع الثاني ١٤٤٧ه
مسجد الفاروق إب اليمن حفظها الله وسائر بلاد المسلمين
إن الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[ آل عمران : 102] .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[ النساء : 1 ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب : 70 ،71].
أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)}[آل عمران:133].
وقال :{سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[الحديد:21]
وقال:{وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)}[المطففين:26].
قال:{لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)}[ الصافات:61]
وقال سبحانه وتعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}[البقرة:148].
فالمسارعة في مرضات الله عز وجل والمنافسة في الطاعات والمسارعة إلى رضوان الله عز وجل كل ذلك يكون بالعمل الصالح، والعمل الصالح هو عبادة الله عز وجل، وعبادة الله سبحانه وتعالى هي ما كان لوجهه عز وجل، وعلى وفق سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، هذه هي عبادة الله عز وجل، وعبادة الله عز وجل أشياء كثيرة وأنواع كثيرة، ومن جملة ذلك رفع الأذى عن الناس، رفع ما يتضرر به الناس ويتأذون به، فإن ذلك من العمل الصالح، ومن القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل، ومن جملة رفع الأذى رفع الأذى عن طريق الناس، فرفع الأذى عن طريق الناس عمل صالح ومن أسباب دخول الجنة، جاء في مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رأيت رجلًا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس". كانت تؤذي الناس فقطع شجرة كانت تؤذيهم فمنّ الله سبحانه وتعالى عليه بالجنة، بهذا العمل الذي أخلص فيه لربه عز وجل، لم يرد من الخلق جزاء ولا شكوراً، فرأه النبي عليه الصلاة والسلام يتقلب في الجنة أي يتنعم بنعيمها، ويمشي في بستاينها، وفي قصورها، بسبب هذا العمل الصالح الذي عمله، وهكذا جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: بينما رجل يمشي في طريق إذ وجد غصن شوك على الطريق فأزحه فشكر الله له فاغفر له.
وجد غصن شوك في طريق المسلمين فأزحه من طريقهم يريد وجه الله عز وجل ويرجوا الثواب من الله عز وجل، والله كريم جود يمن على العبد بأعظم مما عمل فغفر الله له، شكر الله له وغفر له، ومن كان كذلك فإنه من أهل الجنة، من شكر الله له وغفر الله له فلا يكون إلا من أهل الجنة، فهذا مما يتأذى به المسلمون، ورفع هذا الأذى عن عمل صالح ومن أسباب دخول الجنة.
وهكذا مما يتأذى به المسلمون : الدين، فالدين فيه ثقل على القلوب، وثقل على الأرواح، وقد جاء في البخاري عن أنس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يستعيذ ويقول في استعاذته: "اللهم إني أعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال".
والمراد بغلبة الرجال أي قهرهم، وضلع الدين أي ثقله، فالدين فيه ثقل يتأذى المسلم منه، ويجد ثقلاً في روحه، وثقلاً على قلبه، فهو من جملة ما يتأذى به، من رفع هذا الأذى عن أخيه المسلم فإن ذلك من العمل الصالح ومن القربات التي يتقرب بها إلى ربه عز وجل، ورفع ذلك إما بإسقاط الدين بالكلية، وإما بتخفيفه، كإسقاط البعض وإما بإنظاره، كل هذا من السعي في إزالة الأذى عن المسلم أو في تخفيف ذلك، وربنا سبحانه وتعالى يقول:{وإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ } أي بالعفو عن الدين، فهذا هو الأفضل والأكمل.
وجاء في مسلم من حديث أبي اليسر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله الله في ظله".
وعند أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أنظر معسرًا أو أنظر عنه كان يوم القيامة في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله".
يمن الله سبحانه وتعالى عليه بهذه الكرامة، ويفرج الله سبحانه وتعالى عنه من شدائد ذلك اليوم لأنه أزال
ورفع الأذى عن أخيه المسلم، رفع ما يتأذى به.
وفي مسلم حديث أبي قتادة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من سره أن ينجيه الله من كربات يوم القيامة فلينفس على معسر أو يضع عنه". والتنفيس بمعنى التفريج.
وكأن صاحب الحاجة والدين في ضيق شديد وفي خناق في رقبته وجئت إلى ذلك الخناق مددته وجعلته يتنفس بعد أن كان لا يتنفس، أو تضع عنه شيئا من ذلك الدين، من سره أن ينجيه الله من كروبات يوم القيامة فلينفس على معسر أو يضع عنه". هكذا يقول نبينا عليه الصلاة والسلام.
في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كان تاجرًا يدين الناس فإذا رأى معسرًا قال لغلمانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، قال عليه الصلاة والسلام: فتجاوز الله عنه، تجاوز الله عنه لما تجاوز عن المعسرين وعفى عنهم ووضع عنهم الدين. تجاوز الله سبحانه وتعالى عن سيئاته وعن ذنوبه، ومن تجاوز الله عنه فهو من السعداء، ومن أهل الجنة.
وفي المسند من حديث بريدة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثله صدقة، ثم سمعته يقول: من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثليه صدقة، فقلت: يا رسول الله سمعتك تقول: من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثله صدقة، ثم سمعتك تقول: من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثليه صدقة، قال عليه الصلاة والسلام: ذلك إذا أنظره قبل أن يحل الدين، فله بكل يوم مثله صدقة، فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثله صدقة، فهذا عمل صالح وقربة إلى الله عز وجل وهو داخل في إزالة الأذى عن المسلمين.
فإن الأذى هو ما يتأذى منه المسلم، فإن فعلت ذلك فقد أزلت شيئًا مما يتأذى منه أخوك المسلم، وهكذا إذا أزلت كربة أخيك المسلم في أي نوع من الأنواع إذا أصابته كربة من الكربات، فإن الكربات مما يتأذى منه، فإذا سعيت في إزالة تلك الكربة وفي التنفيس عن أخيك المسلم فأنت في عمل صالح عظيم، في مسلم حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة".
وهكذا من الأذى الذي يتأذى به المسلم الأمراض والأوجاع، فالأمراض والأوجاع مما يتأذى منها المسلم، ربما لا ينام بسبب مرضه وأوجاعه وآلامه، فإن سعيت في إزالة ما به من المرض وما به من الألم بعلاجه أو برقيته أو غير ذلك من الأسباب التي هي من أسباب الشفاء بإذن الله عز وجل، فإن ذلك من العمل الصالح". جاء في مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لدغت عقرب رجلًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله، أرقه؟ فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل".
فإذا سعيت في إزالة ما به من المرض والوجع، إما بشراء العلاج له أو بإعانته على ذلك أو برقيته كل ذلك من إزالة الأذى، وكل ذلك من العمل الصالح الذي يحبه رب العالمين سبحانه وتعالى.
وهكذا من أنواع الأذى أذى الجوع والعطش، فإن الإنسان يتأذى بذلك، فإذا سعيت في إزالة هذا الأذى عن أخيك المسلم فأنت في عبادة وفي عمل صالح، قال سبحانه وتعالى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)
وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)} إلى آخر الآيات.
وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قيل للنبي عليه الصلاة والسلام: أي الإسلام خير؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف".
وفي المسند وعند الترمذي من حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: "يا أيها الناس، افشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".
وفي المسند وفي غيره من حديث علي رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام: "إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها". فقال أعرابي: يا رسول الله، لمن هذه؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام".
وفي مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أن الله عز وجل يقوم يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، فيقول: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلان مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، فيقول: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول الله عز وجل: أما علمت أن عبدي فلان استطعمك فلم تطعمه؟" أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، فيقول: يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلان استسقاك فلم تسقه؟ أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي؟".
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد، اعلموا معاشر المسلمين : أن من جملة رفع الأذى والضرر عن المسلمين رفع ضرر العري، فإن هذا ضرر فإن الإنسان يتضرر بذلك في بدنه ولا سيما في أوقات البرد، فرفع ذلك بإعطاء الفقراء والمساكين والمحتاجين ما يقيهم الحر والبرد أيضًا من رفع الأذى، ومن العمل الصالح الذي يحبه رب العالمين سبحانه وتعالى، وكان هذا من هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام".
جاء عند أبي داود عن بلال رضي الله عنه قال: كان الإنسان يأتي النبي عليه الصلاة والسلام مسلمًا فيراه النبي صلى الله عليه وسلم عاريًا، أي ليس عنده ما يكفيه من اللباس، فيراه النبي عليه الصلاة والسلام عاريًا قال: فيأمرني فأنطلق فأستقرض له فأشتري له بردة وأكسيه وأطعمه، وكان النبي عليه الصلاة والسلام في حاجة وضيق، فكان يأمر بلالًا رضي الله عنه أن يستقرض من أجل ذلك الإنسان المسلم الذي هاجر إلى مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام وترك ماله وجاء فقيرًا ليس عنده ما يكفيه في ملبسه وفي مطعمه، فكان عليه الصلاة والسلام يأمر بلالا أن يستقرض حتى يكسي ذلك الرجل ويطعمه.
وهكذا جاء في مسلم من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاء قوم حفاة عراة، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى ما بهم من الفقر والحاجة، فدخل إلى منزله ثم خرج، ثم أمر بلالًا أن يؤذن، ثم أقيمت الصلاة، فصلى بهم، ثم قام خطيبًا في أصحابه عليه الصلاة والسلام، ووعظهم وقال: "تصدق رجل بديناره، تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره". حتى ذكر عليه الصلاة والسلام شق التمرة، أي من تصدق ولو بشق تمرة، فلما سمع الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين هذه الموعظة البليغة من رسول الله عليه الصلاة والسلام، جاء رجل من الأنصار بصرة قد أثقلت يده ووضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتتابع الناس حتى شاهد النبي عليه الصلاة والسلام كومين من طعام ومن ثياب، فتهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه مذهبة أي شيء من الذهب، تهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيء".
فتهلل وانبسط النبي عليه الصلاة والسلام حين قضيت حاجة أولئك القوم الفقراء الذين جاءوا وهم حفاة عراة أي ليس لهم ما يكفيهم وهم حفاة في غاية من الفقر والحاجة، فكل هذا من إزالة الأذى عن المسلمين، ومن رفع الضرر عنهم، وكل هذا من العمل الصالح الذي يحبه الله سبحانه وتعالى، وكل هذا من أسباب دخول الجنة".
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمنا برحمته وأن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا أجمعين، اللهم ارحمنا برحمتك، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم الطف بإخواننا المستضعفين في بلاد فلسطين، اللهم الطف بهم وانصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم أيدهم بتأييدك واحفظهم بحفظك إنك على كل شيء قدير، اللهم عليك بأعداء الدين من اليهود والنصارى وسائر الكافرين والمشركين الماكرين بالإسلام والمسلمين، اللهم كن عليهم ولا تكن لهم، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم دمرهم شر تدمير، اللهم أنزل عليهم بأسك وعذابك الذي لا يرد عن القوم الكافرين، اللهم أنزل عليهم عذابك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم قد طغوا في الأرض الفساد فصب عليهم سوط عذاب وكن لهم بالمرصاد إنك على كل شيء قدير،
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين".
فرغها أبو عبد الله زياد المليكي حفظه الله