السؤال:-

هل يجوز الصلاة على الجنازة في المقبرة وما هو الدليل؟

الجواب:-

 صلاة الجنازة في المقبرة إن كان المقصود بذلك الصلاة على الميت بعد دفنه فقد فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- في المرأة السوداء، كما في الصحيح "التي كانت تقوم المسجد وماتت" ولم يعلم النبي -عليه الصلاة والسلام- بموتها قبل دفنها وأُعلم بعد ذلك فذهب النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى قبرها وقام كما يقوم في صلاة الجنازة وصلى عليها، والصحابة وراءه فصلى صلاة الجنازة عليها بعد دفنها، إن كان هذا هو المقصود فهذه هي الحجة، وإن كان المقصود صلاة الجنازة قبل دفنها في المقبرة فهذا الفعل محل نزاع بين العلماء هناك من أجاز ذلك، وهناك من منع والأظهر هو الجواز كما ذكر ذلك العلامة ابن القيم -رحمة الله عليه- فإنه لا يوجد فرق ظاهر بين الصلاة على الميت في المقبرة فوق الأرض أو تحت الأرض ما في معنى ظاهر في تجويز الصلاة على الميت وهو تحت الأرض في المقبرة، ومنع الصلاة على الميت وهو فوق الأرض في المقبرة، فما في فرق من الفروق الظاهرة بين المسألتين، فالظاهر هو الجواز، ولأنَّ صلاة الجنازة ما فيها ركوع ولا سجود، والمحذور هو الركوع والسجود في المقبرة، أما صلاة الجنازة فهي قيام، فما فيها المعنى الذي هو موجود في سائر الصلوات فالذي يظهر هو جواز ذلك، وإن كانت السنة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنهم كانوا يصلون على الجنازة في مصلى الجنائز قريب من المقبرة، ولم يكن ذلك في المقبرة فهذه سنة النبي -عليه الصلاة والسلام- وخير الهدي هدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.