هناك من يقول: إن الركعتين بعد العصر سنة مهجورة فما صحة ذلك؟ 2024-11-30 12:23:26
السؤال:-
حديث عائشة -رضي الله عنها- كان رسول الله يصلي بعد العصر ركعتين، ما تَرَكَهُما حتَّى لَقِيَ اللَّهَ، وما لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى حتَّى ثَقُلَ عَنِ الصَّلَاةِ، وكانَ يُصَلِّي كَثِيرًا مِن صَلَاتِهِ قَاعِدًا - تَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ - وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّيهِمَا، ولَا يُصَلِّيهِما في المَسْجِدِ، مَخَافَةَ أنْ يُثَقِّلَ علَى أُمَّتِهِ، وكانَ يُحِبُّ ما يُخَفِّفُ عنْهمْ) حديث عائشة رضي الله عنها (رَكْعَتَانِ لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَعُهُما سِرًّا ولَا عَلَانِيَةً: رَكْعَتَانِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، ورَكْعَتَانِ بَعْدَ العَصْرِ) هناك من يقول: إن الركعتين بعد العصر سنة مهجورة فما صحة ذلك؟
الجواب:-
القول بأنها سنة مهجورة ليس بصحيح، والحديث الوارد في الصحيح في مداومة النبي -عليه الصلاة والسلام- عليهما محل نزاع بين أهل العلم في ثبوت ذلك فيه، أما كون النبي -عليه الصلاة والسلام- قضى سنة الظهر البعدية بعد العصر هذا ثابت، لكن أنه داوم على الركعتين فالحديث وإن كان في الصحيح لكن حوله نزاع في ثبوت لفظة المداومة، وقد بسط القول في ذلك الحافظ ابن رجب -رحمة الله عليه- في كتابه فتح الباري فيما يتعلق بهذه اللفظة، وإذا ثبتت هذه اللفظة ثبوتاً لا إشكال فيه، فيكون هذا من خصائصه -عليه الصلاة والسلام- لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قد نهى أمته عن الصلاة بعد العصر، وبعد الفجر فلما نهى أمته عن ذلك، وفعل ذلك وكان ( إذا عمل عملاً داوم عليه وأثبته) إن ثبتت هذه اللفظة فيكون هذا من خصائصه -عليه الصلاة والسلام- وأما سائر الأمة فهم داخلون في نهي -النبي عليه الصلاة والسلام- عن التنفل بعد العصر، وهكذا بعد الفجر هذا على القول بثبوت هذه اللفظة، وإلا حولها نزاع ومن أراد البسط فليرجع إلى ما ذكره العلامة ابن رجب -رحمة الله عليه- حول الحديث في كتابه فتح الباري.