ما حكم جمع العصر مع الجمعة عند نزول المطر في الحَضَر، وإذا صلى مع الناس جمعة وهو مسافر فهل له الجمع؟ 2024-11-30 12:18:13
السؤال:-
ما حكم جمع العصر مع الجمعة عند نزول المطر في الحَضَر، وإذا صلى مع الناس جمعة وهو مسافر فهل له الجمع؟
الجواب:-
جمع العصر مع الجمعة مما لا يشرع، وذلك أنه لا دليل على مثل هذا الجمع لا من فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا من فعل الصحابة الكرام -رضي الله عنهم أجمعين- وإذا كان العلماء تنازعوا في جمع الظهر مع العصر لعذر المطر هل يشرع أو لا يشرع، فكيف بالجمعة مع العصر، وأكثر العلماء لا يرون مشروعية جمع الظهر مع العصر عند نزول الأمطار، هذا الذي عليه أكثر العلماء، وأجاز ذلك من الأئمة الأربعة الإمام الشافعي، وبقية العلماء، وأكثر العلماء لا يرون مشروعية الجمع بين الظهر والعصر، ويرون مشروعية الجمع بين المغرب والعشاء باعتبار التقارب بين الوقتين، وباعتبار حصول الظلمة، ولأنه قد جاءت بذلك بعض الآثار، فجاء ذلك عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه كان يجمع بين المغرب والعشاء إذا جمع الأمراء، فلهذا أجاز جمهور العلماء الجمع بين المغرب والعشاء، ولم يجيزوا الجمع بين الظهر والعصر عند نزول المطر، فإذا كان أكثر العلماء لا يجيزون الجمع بين الظهر والعصر عند نزول المطر باعتبار تباعد ما بين الوقتين، وأن الأمطار غالباً لا تستمر في الوقتين، وباعتبار أن الأثر الذي جاء عن ابن عمر إنما هو بين المغرب والعشاء، فكيف بالجمع بين الجمعة والعصر فهذا أبعد وأبعد، فلا يشرع الجمع بين الجمعة والعصر بطريق الأولى، فإن الجمع بين الصلوات من الأحكام الشرعية، والحكم الشرعي يحتاج فيه إلى دليل شرعي يدل عليه.
وهكذا الجمع بين الجمعة والعصر في السفر لا يشرع، إلا أن هذا أهون من الجمع في المطر بينهما؛ فالصواب أنه لا يجمع بين الجمعة والعصر أيضاً في السفر، لأنه لا دليل عليه، والجمع حكم شرعي فلا يشرع إلا بدليل، كما أنه لا يشرع الجمع بين الفجر والظهر لعدم الدليل، ولا بين العشاء والفجر لعدم الدليل، ولا بين العصر والمغرب لعدم الدليل، فهكذا لا يجمع بين الجمعة والعصر لعدم الدليل، والجمعة ليست ظهرا، الجمعة صلاة مستقلة تختلف عن صلاة الظهر بأشياء كثيرة، فهي صلاة مستقلة لا تدخل في مسمى صلاة الظهر، بل هي صلاة مستقلة لها أحكام مختلفة تفارق صلاة الظهر، فالذي تفارق به صلاة الظهر أكثر مما توافق فيه صلاة الظهر فهي صلاة مستقلة، فإذا كانت صلاة مستقلة فالجمع بينها وبين غيرها من الصلوات يحتاج فيه إلى دليل، ولا دليل يدل على ذلك -فيما أعلم- لا من حيث السنة، ولا من حيث الآثار عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، والذين أجازوا الجمع بين الجمعة والعصر قالوا: الجمعة هي صلاة ظهر مقصورة، لكن هذا القول خطأ؛ فالجمعة صلاة مستقلة، ما هي صلاة ظهر مقصورة، والقصر إنما يكون في السفر، ولا يكون في الحضر، والجمعة صلاة مستقلة كصلاة العيدين، وصلاة الكسوف وغير ذلك من الصلوات.
فهي صلاة مستقلة قامت مقام صلاة الظهر فقط، بمعنى أنها أسقطت صلاة الظهر، وقامت مقامها في يوم الجمعة، لا أنها صلاة ظهر، فهي مختلفة من حيث العدد، ومن حيث وجوب وجوب خطبتين فيها، وتخالف صلاة الظهر في أشياء كثيرة متعددة فهي صلاة مستقلة، ويقال لها صلاة الجمعة، لا يوجد دليل جاء بتسميتها صلاة ظهر، وإنما تسمى صلاة الجمعة، فمن أراد أن يجمع بينها وبين غيرها يطالب بالدليل سواءً الجمع من أجل المطر، أو من أجل السفر هذا الذي يظهر في هذه المسألة -والله تعالى أعلم-.