هل ترفع المرأة يدها عند الإشارة للحجر الأسود وقد نهيت عن لبس القُفازين فقد تنكشف يدها عند الإشارة، فما العمل؟ 2024-06-10 20:28:39
📜 السؤال:-
هل ترفع المرأة يدها عند الإشارة للحجر الأسود وقد نهيت عن لبس القُفازين فقد تنكشف يدها عند الإشارة، فما العمل؟
الجواب:-
لا ترفع يدها، والأظهر -والله تعالى أعلم- أنَّ الإشارة لا تثبت لا في حق الرجل ولا المرأة، وأنَّ الرجل يقتصر على مجرد التكبير، وما جاء في بعض الأحاديث -أعني حديث ابن عباس في البخاري- في ذكر إشارة النبي صلى الله عليه وسلم وتكبيره عند مروره بالحجر، فقد جاء في بعض ألفاظ الحديث في ابصحيح أنَّه أشار بشيء في يده، والمعنى أنَّه استلم الحجر الأسود بمحجن، فمنهم من ذكر المِحجن وأنه أشار بالمحجن إلى الحجر أي أنه استلم الحجر بالمحجن، ومنهم من أطلق الإشارة والرواية المطلقة مقيدة بالرواية المقيدة، وهذا هو الذي نصره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله عليه- فحمل حديث ابن عباس، على أنه أشار بشيء بيده وهو المحجن أي أنه استلم الحجر بالمحجن لا أنه أشار إشارة مُجردة، وعلى كلٍ هذه المسألة فيها نزاع بين العلماء وهذا الذي ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله عليه- وله قوته، وأمَّا المرأة فإنها إذا أشارت ربما يحصل لها التكشف فتتقي ذلك، وعلى الرجل أن يتقي الله وخاصة في حرم الله تعالى، وهكذا المرأة تتقي الله، والإنسان يبتعد عن الشر ويتقي الله ما استطاع، فإن وجد امرأة بجواره إنحاز عنها إلى موضع الرجال، والذي يريد يتقي الله يستطيع ذلك بعون من الله تعالى والذي في قلبه مرض يستطيع أن يفعل ما يشاء.
صحيح أنَّ النساء يقربن من الرجال عند الطواف لكن يستطيع الشخص أن يبتعد عنهن.
وهنالك من الناس من يذهب إلى استلام الحجر ومن أجل سنة يقع في محظورات، هذا ليس بصحيح، فيذهب يلتصق بالنساء، ويلتصق به النساء فمن أجل سنة من السنن ويقع في محظورات عظام، فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، لا سيما وأنَّ المصلحة سنة، والمفسدة حرام، فيتقي الإنسان المحرمات ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًا﴾ [الطلاق: ٢]
والعبد يستطيع أن يتقي ربه كما ذكرنا، ومن في قلبه مرض يستطيع أن يفعل ما شاء ﴿وَمَن يُرِد فيهِ بِإِلحادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذابٍ أَليمٍ﴾ [الحج: ٢٥]