ما نصيحتكم لمن صام يوم الشك، ويتحرى ذلك؟ 2024-03-27 01:41:33
السؤال:-
ما نصيحتكم لمن صام يوم الشك، ويتحرى ذلك؟
الجواب:-
لا ينبغي أن يصام يوم الشك، وقد جاء في ذلك حديث عمَّارِ بنِ ياسِرٍ رضي الله عنهما قال: «مَنْ صَامَ اليَوْمَ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» لكنه لا يخلو من ضعف، وعلى كلٍ ليس هذا من هدي رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ولا ينبغي أن يُصام، فقد جاء عند النسائي من حديث عائشةَ -رضي الله عنها- قالتْ : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يتحفظُ من هلالِ شعبانَ ما لا يتحفظُ من غيرِه ؛ يصومُ لرؤيةِ رمضانَ ؛ فإنْ غُمَّ عليه ؛ عدُّوا ثلاثينَ يومًا ، ثمَّ صام )) فبينت -رضي الله عنها- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أُغمي عليه الهلال يعد ثلاثين يوماً، يتم شعبان ثلاثين يوماً ثم يُصبِحُ صائماً، فلم يكن النَّبي -عليه الصلاة والسلام- يصوم ذلك اليوم يوم الإغمام، إذا أغُمي على الهِلال في ليلة الثلاثين؛ لا يُصبح يوم الثلاثين صائماً، وإنَّما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يعد ثلاثين يوماً ثم يُصبح صائماً، فهذا يدل على أنَّ صِيام يوم الغيم ليس هو من هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام، أعني في آخر شهر شعبان، إذا حصل الغيم لا يُصبح الإنسان صائماً، لم يكن من هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- وصوم يوم الشك تنازع العُلماء فيه، هل المراد بذلك يوم الغيم ونحوه؟ أو المراد بذلك إذا لم تثبت الرؤية ثبوتا شرعياً؟
فمن أهل العلم من يقول يوم الشك الذي جاء النهي عنه، هو إذا كانت الرؤيا لم تثبت بطريق شرعي والجو صحو، كأن يَشهد من لا تُقبل شهادته والجو صحو ما في غيم، فمن صام بناءً على تلك الشهادة، فهذا يوم شك، وهو الذي نهى عنه النبي -عليه الصلاة والسلام- في ذاك الحديث الذي فيه ما سبق حديث عمار -رضي الله عنه- وذلك أنَّ صِيام ذلك اليوم ليس فيه حجة شرعية، لو كان الهلال قد ظهر حقيقة لشهد العُدول به، أما كون أصحاب العدالة لا يشاهدونه ولا يشهدون به، ومن لا تقبل شهادته يشهد هذا يدل على أنّ الشهادة ما هي صحيحة، فمثل هذا اليوم لا يُصام وليس لمن صامه أيُّ حُجة شرعية، وأما يوم الغَيم إذا حصل غيم للهلال، فلم يشاهد، فهناك من أهل العلم من يقول، صيام ذلك اليوم لا يدخل في يوم الشَّك، ولهذا جاء صِيام ذلك عن جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- ويقولون: هذا ليس بصيام يوم شك؛ لأن من صَام هو يَحتاط لدينه بأمرٍ فيه غلب الظَّن، فإن الهلال إذا أُغُمي عليه في ليلة الثلاثين فغالب الظن هو ظهوره، وهذه الغلبة مأخوذة من حديث ابن عمر الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه قال عليه الصلاة والسلام: ( إنَّما الشَّهرُ تسعٌ وعشرونَ فلا تصوموا حتَّى ترَوْه ولا تُفطِروا حتَّى ترَوْه فإنْ أُغمي عليكم فاقْدُروا له) فهذا يدل على أن هذا هو أصل الشهر، أصل الشهر تسعةٌ وعشرون يوماً، فإذا حصل الغيم في ليلة الثلاثين، فأصل الشهر تسعة وعشرين، فمن صام ذلك اليوم يقول: أنا اخذت بغلبة الظن، فإنَّ أصل الشهر تسعةٌ وعشرون، وعلى كلٌ وإنْ قُلنا أنَّ صِيام يوم الغيم لا يَدخل في صيام يوم الشك، لكنه مع ذلك خلاف هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما بينت ذلك عائشةَ رضي الله عنها قالتْ : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يتحفظُ من هلالِ شعبانَ ما لا يتحفظُ من غيرِه ؛ يصومُ لرؤيةِ رمضانَ ؛ فإنْ غُمَّ عليه ؛ عدُّوا ثلاثينَ يومًا ، ثمَّ صام)
ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتقدم قَبل ذلك، ويَصوم ذلك اليوم الذي حصل فيه الغيم، وإنَّما كان يعد ثلاثين يوماً، ثم يصوم عليه الصلاة والسلام.