السؤال :

ما نصيحتكم لمن يجعلون المقابر طرقات ويرعون فيها المواشي ويجمعون منها الحطب ؟

الجواب :

 جعل المقابر طرقات من الأمور المنكرة والنبي عليه الصلاة والسلام في حديث كما في بشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ، رَأَى رَجُلًا يَمْشِي فِي نَعْلَيْنِ بَيْنَ الْقُبُورِ، فَقَالَ: «يَا صَاحِبَ السَّبْتِيَّتَيْنِ، أَلْقِهِمَا» أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه

فأمره النبي عليه الصلاة والسلام بخلع نعليه دفعا للأذى، وجعل المقابر طرقات من انتهاك حرمة الموتى، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن المشي بين القبور بالنعال فكيف بجعل المقابر طرقات؟! تمشي فيها السيارات، وفي حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ، وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ»

فلا غلو ولا امتهان، فلا يغلى في القبور بالتزيين كالتجصيص والبناء وهكذا لا تمتهن القبور بالجلوس عليها، فهذا الفعل من الأفعال المستنكرة وهكذا رعي الأغنام في المقابر أيضا مما يستنكر فلا ترعى الأغنام في المقابر، فالمقابر محترمة تحترم وتنزه من مثل هذه الأمور وبعض المقابر أصبحت ميادين للعب الكرة وبعضها أسواق يقام فيها البيع والشراء، فعلى كلٍ الامتهان حاصل للمقابر.

وقول السائل: ويجمعون منها الحطب؟ لا بأس بذلك فالحطب يزال وينتفع به، فتزال الأشجار والحشيش ويؤخذ من المقابر وليس في ذلك بأس، لكن مع مراعاة حرمة القبور فلا يداس عليها، وأمَّا تملك حطب المقابر فهذا لا يجوز ، نعم المقابر أوقاف عامة ليس لأحد أن يتملك ما بها من الحطب أو الحشيش بل هي لمن سبق، فمن سبق أخذ حاجته وانصرف، أما التملك بأن تباع الأشجار أو يباع الحشيش فهذا لا يجوز، وينبغي في المقابر أن ترتب نعم يكون الدفن من موضع إلى أن ينتهى إلى آخر المقبرة أمَّا الدفن العشوائي هذا هنا وهنا، وهنا وهنا فيصير بعد ذلك من دخل المقبرة يحتاج إلى أن يمر على القبور وأن يدوس عليها لكن لو رتبت المقابر فيبدأ من طرفها وينتهى إلى أولها إلى باب المقبرة فتسلم القبور من الوطء عليها.