السؤال :

إذا أدخلوا الجنازة إلى المسجد قبل الفريضة ووضعوها في مقدمة المسجد ثم صلوا الفريضة ثم صلوا على الجنازة هل هذا الفعل جائز ؟

الجواب :

 هذا الفعل الأظهر فيه عدم الجواز وقد نقل الحافظ ابن رجب رحمة الله عليه في فتح الباري عن كتاب أُلف في مذهب سفيان الثوري أنه كره أن توضع الجنازة أمام المصلين، ومن أهل العلم من أفتى بالتحريم كالشيخ الالباني رحمة الله عليه في " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " وهناك من أهل العلم من أجاز ذلك كالعلامة ابن عثيمين رحمه الله، والأظهر المنع لأنَّه نُهي عن الصلاة إلى القبور وإنما نهي عن الصلاة إلى القبور من أجل الميت وليس من أجل التراب؟ ، فلا يصلى إلى الميت سواء كان في حفرته أو كان ظاهراً في الأرض، وينبغي أن تكون الجنازة في مؤخرة المسجد وليس بين أيدي الناس هذا الذي ينبغي، ومن أجاز ذلك يحتج بصلاة النبي عليه الصلاة والسلام إلى عائشة رضي الله عنهما وهي على السرير وأن النوم من الوفاة وهذا الاستدلال فيه نظر باعتبار أن الفتنة حاصلة في الأموات الذين فارقوا الدنيا وليست حاصلة في الأحياء النائمين، وهناك كما هو معلوم من عبد الأموات بل أعظم الشرك وأعظم فتنة حصلت في الأرض باعتبار الأموات، فالفتنة حصلت بهم فلهذا نهي عن الصلاة إليهم دفعا لهذه الفتنة، فالفتنة ليست حاصلة في النائمين وإنما حاصلة في الأموات، فلهذا تدرأ هذه الفتنة ويغلق هذا الباب بالكلية .