ما نصيحتكم لطالب علم يتناول شجرة القات، وما حكم بيع القات؟ 13 محرم 1443هـ 2023-01-23 15:30:11
السؤال :
ما
نصيحتكم لطالب علم يتناول شجرة القات، وما حكم بيع القات ؟
الجواب :
النصيحة
له أن يتقي الله عز وجل، وأن يبتعد عن هذه الشجرة الخبيثة، فإنَّها جمعت من الخبث الشيء
الكثير، وفيها ما فيها من الشر، ويكفي أنَّها تبعد الشخص عن الصالحين وتجعله يجالس
غير الصالحين، وتصد العبد عن جلساء الخير، وتصد العبد عن العلم النافع، مع ما فيها
من الاضرار الكثيرة في البدن، والأضرار في العقل، ومن أهل العلم من عدها في جملة المسكرات،
مثل العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمة الله عليه، فإنَّه عدها من جملة المسكرات
وأفتى بإقامة حد شارب الخمر في آكل القات، فعلى كلٍ هي خبثة ثبت فيها الإسكار أو لم
يثبت،
والله عز وجل يقول: " وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
" فكم من شر حصل للناس بسبب القات، فضُيعت الأسر، وظهرت الرشوة، وحصل الظلم، وأكل
الناس أموال بعضهم البعض بالباطل، كل هذا بسبب القات.
فإذا
نظر الإنسان إلى فوائد القات وإلى أضراره، وجد أنَّ أضراره أكثر من منافعه، وهذا يعترف
به حتى من هو مبتلى بأكل القات.
وإن
وجد في القات شيء من المنافع فلا عبرة بها مع كثرة الأضرار، والمنافع موجودة حتى في
الخمر والميسر، كما قال الله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا"
فالشيء إذا كان ضرره أكثر من نفعه فهو حرام، والقات كذلك، والله عز وجل قد حرم علينا
الخمر والميسر لأنَّ الضرر فيهما أكثر من النفع، فشجرة القات شجرة بلاء وشر، والذي
يقول هي: قوت الصالحين !!! فهذا كلام مفترى، فهي مضيعة الصالحين، ولو كان القات من
الطيبات جدلاً لكان ينبغي للعبد أن يتنزه عنه لما فيه من خوارم المروءة، إذ كيف يبقى
الإنسان على هذه الصورة المنكرة، أشبه ما يكون بالأنعام، وقد كرمه الله عز وجل، فلا
ينبغي للعبد أن يضيع ماله، ويضيع وقته، و يضيع صحته، ويضيع جلساء الخير بمثل هذه الشجرة
التي صارت بلاء المجتمع اليمني
، ولا ينجو منها إلا من أراد
الله عز وجل له الخير، فهي شجرة شر، ومجالس القات هي مجالس الغيبة والنميمة والقيل
والقال، وكم يعدد الشخص ما في القات من الأضرار، وقد ألف العلماء في ذلك الرسائل المتعددة
في بيان ما فيه الأضرار البدنية، وذكروا عدداً من الأمراض الناتجة عن القات، وذكروا
أشيئاً كثيرة من أضراره، وفيه ما فيه من الأضرار العامة بالمجتمعات، فيجب على العبد
أن يبتعد عن هذه الشجرة وأن ينزه نفسه من هذه الرذائل، وضرر القات يكاد أن يكون متفقاً
عليه بين المسلمين والكافرين، لكن بعض الناس يغالط نفسه ويقول أنا ما أشتري القات أنا
يهدى إلي أنا كذا، واعلم يا أخي وفقك الله أنَّ الشيء إذا كان ضرره عظيماً شائعاً منتشراً
فإنَّه لا ينظر إلى فلان من الناس ويجعل مقياساً للحكم الشرعي، وإلَّا فهناك من الناس
من يقول: أنا أشرب الخمر بالمجان! وما أشتريه ولا أشرب الشيء الكثير! الذي يذهب به
العقل أشرب الشيء اليسير الذي ينشطني في العمل والعبادة، ويجعل نفسي منشرحة لقراءة
القرآن! وهكذا أصحاب القات يذكرون مثل هذه الأمور.
وأخبار المخزنين فيها العجائب ، فعلى كلٍ حال
هو حرام لا خير فيه.