السؤال :

متى يكون سجود السهو قبل السلام ومتى يكون سجود السهو بعد السلام ؟

الجواب :

سجود السهو يكون قبل السلام إذا ترك واجبا وانتقل إلى ركن ، كالذي يترك التشهد الأوسط وينتقل إلى ركن القيام والقراءة، فيكون السجود قبل السلام كما فعل ذلك النبي عليه الصلاة والسلام، وإذا شك في صلاته ولم يترجح له شيء، فإنَّه يبني على ما استيقن وهو الأقل ويتم صلاته ويسجد قبل السلام.

 وأمَّا السجود بعد السلام فيكون إذا زاد في صلاته، سواء زاد ركعة أو زاد ركنا، ومن أنقص ركنا فمآل صلاته إلى الزيادة فيكون السجود بعد السلام، فإذا نسي مثلاً سجودا ، فسجد سجودا واحدا ونسي سجودا في صلاته، ثم تذكر في الركعة الثانية وقد وصل مثلا إلى السجود فإنه يلغي الركعة الأولى ويجعل الثانية هي الأولى ويتم صلاته، فتصير صلاته زائدة، فيسجد للسهو بعد السلام، وهكذا إذا شك في صلاته ثم تحرى، فترجحت له إمَّا الزيادة وإما النقصان، فيأخذ بما ترجح له ويسجد للسهو بعد السلام، وإذا شك ثم تحرى وترجحت عنده إمَّا الزيادة وإمَّا النقصان، كأن يشك هل صلى ركعتين أو ثلاث ركعات وترجح عنده أنه صلى ثلاث ركعات، فيجعلها ثلاث ركعات ويسجد للسهو بعد السلام، وإذا شك مثلاً أنه صلى ركعتين أو ثلاث ركعات وترجح عنده بالقرائن أنه صلى ركعتين، فيتم صلاته ويسجد للسهو أيضاً بعد السلام ، إذا هناك فرق بين الشك مع التحري ، والشك من غير تحري فمن شك ولم يحصل له تحري ، والتبس عليه الأمر، هنا يبني على ما استيقن ويكون سجود السهو قبل السلام، وأما إذا شك وتحرى وترجحت عنده إما الزيادة وإما النقصان فيأخذ بما ترجح له، من الزيادة أو النقصان ويسجد للسهو بعد السلام، هذا أصح الأقوال وإلَّا فهناك من أهل العلم من يرى السجود قبل السلام في جميع الحالات، ومن أهل العلم من يرى أن السجود بعد السلام في جميع الحالات، ومن أهل العلم من يرى أن السجود يكون قبل السلام إلَّا في المواطن التي سجدها النبي عليه الصلاة والسلام بعد السلام فيسجد بعد السلام ومنهم من يفصل هذا التفصيل كما هو مذهب الإمام مالك وأحمد في رواية وشيخ الإسلام ابن تيمية.

والذي يرى السجود قبل السلام في جميع الصور الإمام الشافعي وأحمد في رواية، والذي يرى في جميع الصور السجود بعد السلام أبو حنيفة، والإمام أحمد في المشهور عنه يفصل بين السجدات التي سجدها النبي عليه الصلاة والسلام بعد السلام وقبل السلام، فالأصل في السجود عنده قبل السلام، إلَّا في الصور التي سجد فيها النبي عليه الصلاة والسلام بعد السلام فيفعل كما فعل، وما ذكرناه مذهب الإمام مالك وأحمد في رواية واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه والعلامة ابن عثيمين وهو الذي يظهر لي صحته من حيث النظر في الأدلة والله تعالى أعلم .