السؤال :

هل ثبت فضل دنو الاقتراب من الإمام بالنسبة للمأموم في الصلوات الخمس؟ وما صحة حديث فضل الصلاة عن يمين الإمام؟ وفي يوم الجمعة هل للكبير إبعاد الصغار المميزين الذين سبقوا إلى الصف الأول ؟

الجواب :

قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ابن مسعود رضي الله عنه " لِيَلِنِي مِنْكُمْ، أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى " أخرجه مسلم

هذا حث من النبي عليه الصلاة والسلام على دنو من كان من أهل الأحلام والنهى منه، وهكذا في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يقول النبي عليه الصلاة والسلام : « تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ» أخرجه مسلم

وقوله: "لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ"، فهذا فيه فضل التقدم والدنو من الإمام في الصلوات الخمس وفي غيرها من الصلوات .

 وقول السائل: وما صحة حديث فضل الصلاة عن يمين الإمام؟.

الجواب: لعله يريد حديث عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِنِ الصُّفُوفِ» أخرجه ابن ماجه وأبو داود

الحديث في ذلك لا يثبت، ومن أهل العلم من يرى أنَّ الصحيح في الحديث، "على من يصلون الصفوف"، وليس على ميامن الصفوف، لكن كان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين يحبون أن يكونوا عن يمين الصف كما في حديث البراء رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم قال : كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، الحديث، فكان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين يحبون ذلك إذا صلوا خلف النبي عليه الصلاة والسلام أن يكونوا عن يمين الصف .

قال السائل: وفي يوم الجمعة هل للكبير إبعاد الصغار المميزين الذين سبقوا إلى الصف الأول ؟

في الجمعة وفي غيرها إذا كان من أولي الأحلام والنهى وأخَّر من كان صغيراً فقد فعل ذلك بعض الصحابة، وهو أبي بن كعب رضي الله عنه فإذا فعل ذلك شخص فلا ينكر عليه فإذا تقدم الصبي إلى موضع ليس بموضع له كأن يدنو من الإمام مثلاً فأخره وتقدم من كان من أولي الأحلام والنهى فلا ينكر عليه ذلك، وقد فعل ذلك بعض أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، وإن كان هناك من أهل العلم من لا يرى هذا كالعلامة ابن عثيمين رحمة الله عليه، لكن قد جاء عن الصحابة وما جاء عن الصحابة إن عمل به الشخص فلا ينكر عليه.