الرئيسية / الفتاوى / الفتاوى الفقهية/ألا يدل قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة السجدة ومداومة عليها وعدم نقل سجوده فيها أنه لا يسجد فيها باعتبار أنه داوم على قراءتها ولم ينقل إلينا السجود فيها ؟
ألا يدل قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة السجدة ومداومة عليها وعدم نقل سجوده فيها أنه لا يسجد فيها باعتبار أنه داوم على قراءتها ولم ينقل إلينا السجود فيها ؟ 2023-10-16 03:20:15


السؤال :

ألا يدل قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة السجدة ومداومة عليها وعدم نقل سجوده فيها أنه لا يسجد فيها باعتبار أنه داوم على قراءتها ولم ينقل إلينا السجود فيها ؟

الجواب :

 طرح هذه المسألة الحافظ ابن رجب رحمة الله عليه في [فتح الباري] (7/ 40)فقال: وسيأتي في موضع آخر - إن شاء الله تعالى - قراءة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في فجر يوم الجمعة بـ {الم تَنْزِيل} (السجدة) .

والظاهر: أنه كانَ يسجد فيها، ولو لم يكن يسجد فيها لنقل إخلاله بالسجود فيها، فإنه يكون مخالفا لسنته المعروفة في السجود فيها، ولم يكن يهمل نقل ذَلِكَ، فإن هذه السورة تسمى سورة السجدة، وهذا يدل على أن السجود فيها مما استقر عليهِ العمل به عندَ الأمة. اهـ كلامه رحمه الله،

والعلماء أجمعوا على السجود في سجدات القرآن إلَّا السجدات المتنازع فيها كالسجدة الثانية في الحج والسجدة في ص وجزء المفصل، ولم ينقل الصحابة أنَّه سجد في أكثرها لأنَّ هذا هو الأصل. وإنَّما النقل يحتاج فيه إذا كانت المسألة على خلاف الأصل فهنا يحتاج إلى النقل، وأما ما كان على الأصل فلا يحتاج فيه إلى نقل ولهذا لم يُنقل عن النبي عليه الصلاة والسلام السجود في كثير من السجدات المجمع عليها لا في الصلاة ولا في غيرها، ومع هذا ما زال العلماء يسجدون في سائر السجدات في الصلاة وفي خارج الصلاة ويرون أنَّ هذا هو الأصل.



جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي