السؤال :

هل الذي يرد حديثا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم هل يكون مرتدا كافرا ؟

الجواب :

 إذا علم صحة الحديث ورده فهو مكذب لرسول الله عليه الصلاة السلام ويعد كافرا فإذا علم صحته ورده، وكذبه وهو يعلم أنَّه من الأحاديث الصحيحة فهذا يعتبر من الكافرين، وأما إذا لم يعلم صحته ورده بسبب جهل بهذا الحديث، كأن يقول له قائل: قال النبي عليه الصلاة والسلام كذا فاستنكره وقال: ما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا، هو لا يدري أنَّه صحيح ويظن أنَّه من الأحاديث الضعيفة فهذا مخطئ، فأما إذا علم أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال ذلك ويعلم صحته ويكذب النبي عليه الصلاة في خبره فإنه من الكافرين،  وإذا رده لعلة من العلل كأن يكون الحديث من الأحاديث الصحيحة وفي بعض الرواة من تكلم فيه بغير حجة، وجمهور حفاظ الحديث قد تتابعوا على توثيقه، لكن هناك من تكلم فيه وقد يكون تكلم فيه بسبب الاختلاف في المذهب، فطعن فيه من هذا الباب وليس لسوء حفظه أو فسقه، أو لوقوعه في بعض جوارح العدالة أو المروءة وإنما تكلم فيه باعتبار المذهب، أو تكلم فيه لشيء من أمور الدنيا حصلت بينهما، والعلماء تتابعوا على توثيقه، ومن ثَمَّ طعن في الحديث من ذلك الوجه الضعيف ورده فمثل هذا الذي له شبهة تأويل وإن كانت ضعيفة فإنه يتورع في تكفيره،  وأما الذي يعلم أنَّ الحديث من الأحاديث الصحيحة التي قالها النبي عليه الصلاة والسلام ثم يرد الحديث من غير تأويل فهذا من الكافرين لأنَّه مكذب لخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام، أو طاعن في حكمه، وذلك أنَّ الحديث قد يكون من قبيل الخبر، وقد يكون من قبيل الحكم، فإما أن يكون قد طعن في حكم رسول الله عليه والسلام، وإما أن يكون قد كذب النبي عليه الصلاة والسلام في خبره فيعد من الكافرين .