الرئيسية / الفتاوى / الفتاوى الفقهية/عندما تقولون وهذا قول الشافعي في القول الآخر هل معنى هذا أن للشافعي قولين في المسألة الواحدة ؟
عندما تقولون وهذا قول الشافعي في القول الآخر هل معنى هذا أن للشافعي قولين في المسألة الواحدة ؟ 2023-01-23 18:08:05


السؤال :

عندما تقولون وهذا قول الشافعي في القول الآخر هل معنى هذا أن للشافعي قولين في المسألة نرجو التوضيح وكيف يكون للإمام  قولين في المسألة ؟

الجواب :

 اي نعم الإمام الشافعي له المذهب القديم وله المذهب الجديد،  وتعدد الأقوال عن الإمام الواحد ليس بشيء غريب فالشافعي له المذهب القديم وله المذهب الجديد ، المذهب القديم حين كان ببغداد والمذهب الجديد الذي كان عليه في بلاد مصر وهذا شيء يعرفه أصحاب المذهب، ويذكرون أن كتاب كذا وكتاب كذا من كتب الشافعي من المذهب الجديد كقولهم في كتاب الأم إنَّه من المذهب الجديد فالكتب المتأخرة التي ألفها وهوفي بلاد مصر هي القول الجديد للإمام الشافعي رحمة الله عليه فما وجدوه في تلك الكتب المتأخرة التي ألفها الشافعي في بلاد مصر يقولون: مذهب الإمام الشافعي في الجديد، وله مذهب آخر قبل أن يأتي إلى بلاد مصر في بغداد وهو مذهب الإمام الشافعي القديم وما ألفه في تلك البلاد فهو مذهب الإمام الشافعي القديم، والمعتمد عند علماء الشافعية هو المذهب الجديد إلَّا في بعض المسائل فإنهم يرجحون المذهب القديم لقوة الحجة وضعف الحجة في المذهب الجديد وإلا الأصل والمعتمد عندهم هو قول الإمام الشافعي الجديد.

وهذا شان العلماء، فالعالم يجتهد في مسألة ويفتي فيها بأمر من الأمور ثم يبدو له خلاف ذلك. فيفتي به وهذا شيء معروف في العلماء المتأخرين وفي العلماء المعاصرين فالإنسان كلما ازداد  علماً ظهر له خلاف ما كان عليه من قبل في بعض المسائل وقد يكون القول السابق هو الصواب والآخر هو الخطأ أو العكس هذا شأن العلم وهذا شأن المسائل الاجتهادية، ومن أوسع العلماء في ذلك الإمام أحمد رحمة الله عليه فنقل عنه من الأقوال ما لم ينقل عن غيره

وله أقوال كثيرة في كثير من المسائل، وفي بعض المسائل له ثلاثة أقوال وفي بعض المسائل له أربعة أقوال وفي بعض المسائل له خمسة أقوال وفي بعض المسائل له ستة أقوال ولهذا كان علماء الحنابلة أشد تحرراً من غيرهم لأنَّ في بعض المسائل الإمام أحمد له روايات تشمل المذاهب الثلاثة فيقال هذا مثلا مذهب مالك ورواية عن أحمد وهذا مذهب أبي حنيفة ورواية عن أحمد وهذا مذهب الشافعي ورواية عن أحمد فكان علماء الحنابلة عندهم سعة فإذا اختاروا قولا قوية حجته فهو مذهب الإمام أحمد في رواية، وهذا بعكس سائر المذاهب فإنَّهم يريدون أن يتقيدوا بالمذهب وتكون الحجة في خلاف قول إمامهم  فيتكلفون في رد تلك الحجة ويصوبون قول الإمام بشيء من التكلف وقد تكون نفوسهم ليست مقتنعة بذلك  إلا من رحم الله عز وجل ممن عنده إنصاف، لكن علماء الحنابلة الأمر عندهم واسع فإن كانت الحجة في قول الإمام الشافعي فهي رواية عن أحمد وإن كانت في قول الإمام مالك فهي رواية عن أحمد  وإن كانت في قول أبي حنيفة فهي رواية عن أحمد فهم أشد تحررا من غيرهم  ومذهب الإمام أحمد هو أقرب المذاهب إلى السنة وبعده مذهب الإمام الشافعي وبعده مذهب الإمام مالك وبعده مذهب أبي حنيفة هذا من ناحية العموم وإلا ففي بعض الأبواب يُرجح فيها بعض المذاهب على بعض فمسائل البيوع إصابة  الإمام مالك فيها أكثر من غيره.


جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي