الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /شكر الرحيم الغفار على نعمة الأمطار 21 صفر 1447هـ
شكر الرحيم الغفار على نعمة الأمطار 21 صفر 1447هـ 2025-08-17 01:13:46


خطبة جمعة بعنوان شكر الرحيم الغفار على نعمة الأمطار 

لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله 

سجلت بتاريخ ٢١ صفر ١٤٤٧ه‍

مسجد النور الزرعان إب اليمن حفظها الله 



إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


 


﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾. [النساء: 1].


 


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾. [الأحزاب: 70، 71].


أما بعد: فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهدي هديُ محمد، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.


يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)}[الروم:48،50].

بين الله سبحانه وتعالى رحمته بعباده في إنزال الأمطار، وأنه سبحانه وتعالى يرسل الرياح، وهذه الرياح تثير سحابا فإذا ما أثارت السحاب فإن الله عز وجل يبسطه في السماء كيف يشاء، يبسط تلك السحب المليئة بالمياه في السماء كيف يشاء، ويجعل تلك السحب كسفا أي قطعا، وإذا بالودق يخرج من خلاله أي بقطرات المطر تخرج من تلك السحب التي بسطها الله سبحانه وتعالى في السماء، وجعلها كسفا فيصيب الله سبحانه وتعالى بتلك الأمطار من شاء، وينعم الله سبحانه وتعالى بها على من شاء، فيستبشر الناس برحمة الله عز وجل، ويستبشرون بفضل الله عز وجل، ويحيي الله سبحانه وتعالى هذه الأرض بعد موتها، وكان الناس قبل ذلك قانطين من رحمة الله عز وجل إلا من رحم الله، فكانوا قانطين من رحمة الله عز وجل فجاءهم الفرج منه سبحانه وتعالى والله كريم جواد، المطر نعمة من الله عز وجل، ونعم الله سبحانه وتعالى إن شكرت قرت وإن كفرت فرت، والناس قبل أيام قريبة كانوا ينتظرون الأمطار بشوق ولهف ومسهم الضر الشديد بسبب عدم مجيء الأمطار فأنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بهذه النعمة، وفرج الله سبحانه وتعالى على عباده بهذه النعمة العظيمة، ونعم الله سبحانه وتعالى تشكر، فإن شكرت قرت وإلا فرت :{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)}[إبراهيم:7]

الواجب على العبد تجاه نعم الله عز وجل أن يقابلها بالشكران، فإن شكر الله عز وجل زاده الله من فضله، وأكرمه الله سبحانه وتعالى بنعمه، وإن قابلها بالكفران سرعان ما تزول تلك النعم وربما تنقلب إلى نقم والعياذ بالله، وهذه الأمطار من نعم الله عز وجل فلا بد أن يشكر العبد ربه سبحانه وتعالى عليها، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم" بَيْنا رَجُلٌ بفَلاةٍ مِنَ الأرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا في سَحابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، فَتَنَحَّى ذلكَ السَّحابُ، فأفْرَغَ ماءَهُ في حَرَّةٍ، فإذا شَرْجَةٌ مِن تِلكَ الشِّراجِ أي مسيل من مسيل الماء، قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذلكَ الماءَ كُلَّهُ، اي استوعب ذلك المسيل والمجرئ من مجاري الماء ذلك الماء الذي نزل من السحاب ، استوعبه بأجمعه ولم يترك شيئا منه، فَتَتَبَّعَ الماءَ، أي ذلك الرجل الذي سمع ذلك الصوت من السحاب اسقي حديقة فلان، فتتبع الماء فإذا رَجُلٌ قائِمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الماءَ بمِسْحاتِهِ، أي يحول الماء بمجرفته من موضع إلى موضع يسقي حديقته ويوجه الماء من موضع إلى موضع حتى يسقِ جميع حديقته، قال فإذا برجل قائم في حديقته يحول الماء بمساحته له، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ، ما اسْمُكَ؟ قالَ: فُلانٌ، لِلاِسْمِ الذي سَمِعَ في السَّحابَةِ، وجد أن الاسم مطابقا لما سمعه من السحاب للإسم الذي وجده من السحاب، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ، لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فقالَ: إنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا في السَّحابِ -الَّذي هذا ماؤُهُ- يقولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، لاِسْمِكَ، أي أن ذلك الصوت جاء مطابقا لاسمك فقال له فَما تَصْنَعُ فيها؟ قالَ: أمَّا إذْ قُلْتَ هذا، فإنِّي أنْظُرُ إلى ما يَخْرُجُ مِنْها، فأتَصَدَّقُ بثُلُثِهِ، وآكُلُ أنا وعِيالِي ثُلُثًا، وأَرُدُّ فيها ثُلُثَهُ. [وفي رواية]: وَأَجْعَلُ ثُلُثَهُ في المَساكِينِ، والسَّائِلِينَ، وابْنِ السَّبِيلِ. 

فهذا العبد كان شاكراً لله عز وجل ولم يكن من الكافرين بنعمة الله عز وجل، فأكرمه الله سبحانه وتعالى بهذه الكرامة من دون الناس، هيئ الله سبحانه وتعالى له سحابه أمرها الله عز وجل أن تفرغ ما فيها من الماء في حديقة ذلك الرجل دون غيره، فأكرمه الله سبحانه وتعالى بهذه الكرامة، ومن الله سبحانه وتعالى عليه بهذه المنة، وفضله بهذا الفضل من دون سائر الناس لأنه كان من الشاكرين لنعمة الله عز وجل، لم يكن كافرا لنعم الله فإذا خرجت تلك الثمار الطيبة من مزرعته إذا به يتصدق بثلث تلك المزرعة للمساكين والسائلين ولأبناء السبيل، ويترك ثلثا له ولعياله يأكل من ذلك الثلث هو وعياله، ويجعل الثلث الآخر يرده في مصلحة المزرعة وفي نمائها وفي زراعتها من جديد، فهكذا كان دئبه فكان عبداًشاكراً لله عز وجل، فأكرمه الله سبحانه وتعالى ومن عليه بهذه المنة، وفضله على سائر الناس بإنزال المطر إليه وسخر له سحابة له دون غيره والله سبحانه وتعالى كريم، يجازي المحسنين بإحسانهم، بل يجازي المحسنين بأعظم من إحسانهم، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وأما إذا كان العبد على خلاف ذلك كان جموعا منوعا بخيلا لا يؤدي حق الله سبحانه وتعالى عليه فإن الله سبحانه وتعالى يعاقبه على سوء صنيعه ويجازيه بسوء صنيعه، في حديث ابن عمر الذي جاء عند ابن ماجة وعند الحاكم وعند غيرهما قال عليه الصلاة والسلم:" ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، فهذه عقوبة من الله عز وجل في شأن من كان منوعا من كان كفورا لا يؤدي زكاة ماله، يأخذ نعمة الله سبحانه وتعالى ويجازي ربه سبحانه وتعالى بالكفران، الصدقة خير وبركة، والإحسان للفقراء والمساكين واليتامى والأرامل من المعروف ومن الخير ومن الصدقة ومن أسباب كثرة النعم ومن أسباب دوامها، وقد جاء في مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال عليه الصلاة والسلام :"ما نقص صدقة من مال، يجعل الله عز وجل البركة في الدنيا وفي الآخرة، وفي حديث أسماء في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام لها :" أنفقي ولا تحصي فيحصى عليك ولا توعي فيوعى عليك، أي يجازيك الله سبحانه وتعالى بمثل ما صنعت، إن بخلت وإن منعت فضلك عن الناس منعك الله سبحانه وتعالى من فضله والجزاء من جنس العمل، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال :"ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا.


والله يقول :{وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}[سبإ39]

والله كريم جواد، وعندما ينفق الإنسان من الشيء الطيب إذا كانت مزرعته مزرعة طيبة فيها ما يحتاج الناس إليه من الثمار النافعة ومن أقوات الناس من الحب ومن التمر وهكذا من العنب وهكذا من الطيبات المباركات المباحات فهذا يتصدق بما منّ الله سبحانه وتعالى عليه، بما منّ الله عليه من الطيبات ومن الثمار النافعة التي ينتفع الناس بها لا من الخبائث والمهلكات، وإنما يتصدق من الطيبات من الحب الذي يقتاته الناس، ومن الفواكه التي ينتفع الناس بها ويستفيدون منها، وأما الخبائث فلا خير فيها، الخبائث لا خير فيها، يتصدق الإنسان مما أحل الله عز وجل وطاب .


معاشر المسلمين : من شكر نعمة الله سبحانه وتعالى زاده من فضله، ومن كفر نعمة الله فيخشى عليه من زوال النعم .


أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم .



الخطبة الثانية:


الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد : جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال عليه الصلاة والسلام:" ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له صدقة، وهذا في الزرع الطيب وفي النبات الطيب الذي ينتفع الناس به، وتنتفع الطير به، وتنتفع البهائم بها، فإذا غرس مثل هذه الأشجار النافعة المفيدة فيأتي إنسان يأكل من تلك الثمار فتكون له صدقة، ويأتي الطير ويأكل من تلك الثمار فتكون له صدقة، وتأتي بهيمة وتأكل من تلك الثمار وينال صدقة، فهو في أجر وفي حسنات إن زرع طيبا، وهذا من شكر الله عز وجل على نعمه، فالأمطار نعمة من نعم الله عز وجل فشكران النعم أن الناس يزرعون الطيبات ويتركون الخبائث، وإذا زرعوا الطيبات تصدقوا بما منّ الله سبحانه وتعالى عليهم على الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل، والله سبحانه وتعالى عاقب أناساً لما منعوا الفقراء ما أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم فبدلهم أو أزال نعمته التي أنعم بها عليهم، قال سبحانه وتعالى:{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27)قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31)}[القلم:17,31]

فهؤلاء أناس قال أهل العلم كان أبوهم عنده مزرعة عنده حديقة فيها ما فيها من الثمار والزروع وكان شاكراً لنعمة الله سبحانه وتعالى عليه، يعطي الفقراء والمساكين وإذا جاء وقت الحصاد نشر الخبر في أوساط الفقراء والمساكين من أجل أن يحسن إليهم وأن يعطيهم من فضل الله عز وجل الذي منّ الله به عليه، فلما مات خلفه أولاده ولم يسيروا بسيره فتآمروا فيما بينهم وقالوا كثر الأولاد وكثرة النفق علينا فتآمروا على أن يحصدوا تلك الزروع والثمار في وقت مبكر وأن يكتموا الخبر حتى لا يأتي إليهم فقير ولا مسكين، قال سبحانه وتعالى :{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18)} أي لم يقولوا إن شاء الله، فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون، طاف عليها عذاب من عذاب الله عز وجل، وقيل إن جبريل طاف عليها واقتلع تلك الأشجار، وقيل أرسل الله عليها النار المحرقة وهذه المدينة قريبة من صنعاء كما يذكر أهل العلم بفرسخين أو بثلاثة فراسخ، فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم، أي كالليل المظلم، أو أصبحت مصرومة أي محصودة لا شيء فيها، فأصبحت كالصريم فتنادوا مصبحين، وهم لا يعلمون، أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين، أي عازمين على ما أردتم من أخذ الثمار والزروع قبل أن يعلم الفقراء والمساكين بذلك، أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا وهم يتخافتون يسرون الحديث حتى لا يسمع فيهم أحد من الفقراء والمساكن، فانطلقوا وهم يتخافتون ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد قادرين، قيل على غضب، وقيل على قصد، وقيل على منع، قادرين يظنون أنهم قادرين على أخذ تلك الثمار والحبوب والفقراء لا يشعرون بذلك، وغدوا على حرد قادرين فلما رأوها قالوا إن لضالون، أي ضللنا الطريق ما هذا الطريق الموصل إلى حديقتنا، إن لضالون ثم تبينوا وتحققوا أن الطريق هو الطريق وأن ذلك موضع الحديقة قالوا إن لضالون بل نحن محرومون قال أوسطهم وهو أعقلهم :{ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)}القلم:28,33]

فإياكم وإيانا أن نكون من هؤلاء، الواجب علينا أن نشكر نعم الله عز وجل، أي نعمة كانت من مزرعة أو من تجارة أو من غير ذلك من نعم الله عز وجل نشكر نعم الله عز وجل يزيد الله عز وجل من فضله، ولا نكن من الكافرين فيعاقبنا الله سبحانه وتعالى ونندم يوم لا ينفع الندم .


أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم، اللهم إن نسألك من فضلك، اللهم إن نسألك من فضلك، اللهم إن نسألك من فضلك، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين، اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين، اللهم اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين، اللهم عافنا في الدنيا والآخرة، اللهم عافنا واعف عنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين


فرغها أبو عبد الله زياد المليكي حفظه الله


جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي