تحذير الأنام من أسباب سفك الدم الحرام 14 صفر 1447هـ 2025-08-09 15:03:26
خطبة جمعة بعنوان تحذير الأنام من أسباب سفك الدم الحرام
لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه
سجلت بتاريخ ١٤صفر ١٤٤٧ه
مسجد السنة خنوة إب اليمن حفظها الله وسائر بلاد المسلمين
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70-71][1].
إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إنَّ بيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لَأَيّامًا، يَنْزِلُ فيها الجَهْلُ، ويُرْفَعُ فيها العِلْمُ، ويَكْثُرُ فيها الهَرْجُ والهَرْجُ: القَتْلُ.
بين نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بعض الأمور التي بين يدي الساعة، يرفع العلم، وينزل الجهل، ويكثر الهرج أي يكثر القتل، وعند أبي يعلى من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه بإسناد صحيح، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:" إن بين يدي الساعة الهرج، قيل وما الهرج يا رسول الله؟ قال : القتل القتل حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وأباه.
فنبينا عليه الصلاة والسلام في هذين الحديثين بيّن انتشار القتل بين يدي الساعة، واستخفاف الناس بالدماء، وفي المسند وفي غير من حديث عبسا الغفاري رضي الله عنه، قال عليه الصلاة والسلام:" بادروا بالموت ستا وذكر من تلك الأمور الست قال :واستخفاف بالدم, واستخفاف بالدم وهذه يدل على أن هذا أمر سيكون في هذه الأمة، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك، ولا نقول سيكون بل هو كائن، استخفاف كثير من الناس بالدماء المحرمة أمر حاصل في أوساط الناس، يقتل الرجل حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وأباه، هكذا يقول نبينا عليه الصلاة والسلام، يبلغ استخفاف الناس بالدماء إلى أن يقتل الشخص جاره، يقتل جاره وقد أمر بالإحسان إليه، في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال عليه الصلاة والسلام:" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره, وفي رواية لمسلم :" فليحسن إلى جاره، وفي رواية له:" فليكرم جاره, وهكذا جاء في حديث أبي شريح في البخاري قال عليه الصلاة والسلام :" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، وفي حديث عائشة في الصحيحين قال النبي عليه الصلاة والسلام:" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه, في صحيح البخاري من حديث أبي شريح قال عليه الصلاة والسلام :"والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن, قالوا من يا رسول الله؟ قال : من لا يأمن جاره بوائقه، وفي مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:" لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه, فهذا الذي حث عليه نبينا عليه الصلاة والسلام فرغب ورهب في أمر الجار، رغب في الإحسان إليه ورهب في الإساءة إليه، في آخر الأزمان يحصل استخفاف بالدماء فيقتل الرجل جاره وهذا حاصل أيضا في هذه الأزمان وما ندري ما سيكون بعد ذلك، ربما يعظم الأمر أشد مما نحن فيه في هذه الأزمان، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل ابن عمه، ابن عمه وهو من ذوي أرحامه بدل أن يحسن إلى رحمه وأن يؤتي القريب حقه من الإحسان ومن المعروف:{وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ }[الإسراء:62]
إذا به يتعدى على قرمة أقاربه، وأشد من ذلك أن يقتل أباه، قالها ويقتل أباه هكذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام، يتعدى على أبيه بالقتل الذي كان سببا في وجوده بفضل الله عز وجل ورحمته، والذي رباه وأنفق عليه منذ صغره، واهتم به اهتماما بالغا، الوالد الذي أوصى الله سبحانه وتعالى بحقه، وجعل حق الوالد بعد حقه سبحانه وتعالى،:{وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)}[الإسراء 23]
فينتهك حرمة والده والعياذ بالله، فينتشر الشر في الناس إلى هذا الحد الذي أخبر عنه النبي عليه الصلاة والسلام وهذا موجود في هذه الأزمان وما ندري ما سيكون بعد ذلك، ربما يعظم الأمر أشد مما هو موجود الآن، فإنه لا يأتي على الناس زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، قال أنس رضي الله عنه ما في صحيح البخاري: سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم، نبينا عليه الصلاة والسلام قال:" إنا بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر الهرج والهرج القتل، القتل منتشر في أوساط الناس وكم نسمع من الأخبار المؤلمة من انتهاك هذه الحرمة من غير خوف ولا وجل من الله عز وجل، ذنب عظيم مهلك موبق والعياذ بالله، اجترأ عليه كثير من الناس إلا من رحم الله عز وجل، وحصل الاستخفاف العظيم بالدماء ولذلك أسباب متعددة، من أسباب ذلك ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث يرفع العلم، وينزل الجهل، فإذا نزل الجهل ورفع العلم فإنه تحدث الشرور في أوساط الناس، فالجهل هو أساس الأدواء والأمراض، أساس كل بلاء وشر، ولا ينتشر القتل إلا في أوساط الجاهلين الذين ما عندهم تعظيم لحرمات الله عز وجل، الذين ما عندهم العلم الذي يردعهم عن حرمات الله سبحانه وتعالى، أهل الجهالة والطيش والعياذ بالله، هؤلاء الذين ينتشر فيهم القتل ولا يبالون بهذه الحرمة العظيمة، يجترؤن على هذه الحرمة العظيمة مع ما فيها من الوعيد الشديد في كتاب الله وفي سنة النبي عليه الصلاة والسلام والسبب هو الجهل والعياذ بالله، نزل الجهل في أوساط كثير من الناس ورفع العلم في أوساط كثير من الناس، والله سبحانه وتعالى يقول :{مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة 32]
ويقول :{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}[النساء:93]
وعيد شديد في حق من انتهك هذه الحرمة ملعون بلعنة الله عز وجل، ومخلد في نار جهنم، وله العذاب العظيم، لكن هو الجهل الذي أوقع كثيرا من الناس في انتهاك هذه الحرمة العظيمة:{وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا (33)}[الإسراء:33]
وفي الصحيحين من حديث جرير بن عبد الله البجلي، ومن حديث أبي بكرة قال النبي عليه الصلاة والسلام:" لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وفي لغظ من حديث أبي بكرة : ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام :" اتقوا السبع الموبقات الإشراك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وذكر بقية الموبقات، وشاهدنا أن النبي عليه الصلاة والسلام جعل قتل النفس بغير حق من الموبقات أي من المهلكات.
وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:" أول ما يقضى يوم القيامة بين الناس في الدماء، أول ما يقضى يوم القيامة بين الناس في الدماء وهذا لعظيم حرمة الدماء، وهكذا جاء عند الإمام أحمد والنسائي من حديث معاوية رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:" كل ذنب عسى أن يغفره الله إلا الرجل يقتل المؤمن بغير حق، أو الرجل يموت كافرا.
وجاء عند الترمذي وعند غيره من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وجاء عند ابن ماجة من حديث البراء، وعند النسائي من حديث بريد بن الحصين رضي الله عنهم جميعا، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق، زوال الدنيا بما فيها أهون عند الله عز وجل من أن يسفك العبد دماً حراماً، من أن يقتل مؤمن واحد بغير حق هذه الدنيا بما فيها من الجبال وما فيها من البحار وما فيها من الوديان وما فيها من الكنوز وما فيها من القصور وما فيها من الملك الواسع العظيم لزوال الدنيا أهون عند الله من إراقة دم امرئ المسلم.
وجاء في حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عند الترمذي وعند غيره، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال :" لو أن أهل السماوات وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن بغير حق لأكبهم الله في النار، لو اشتركوا جميعا من في السماوات ومن في الأرض على سفك دم حرام بغير حق لأكبهم الله سبحانه وتعالى جميعا في النار، وعيد شديد ثابت في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقبل ذلك ثابت في كتاب الله، ومع هذا ينتهك كثير من الناس هذه الحرمة والسبب ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ارتفاع العلم ونزول الجهل، إن بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج قال الهرج القتل.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا والمسلمين كل سوء مكروه، وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: اعلموا معاشر المسلمين أن من أسباب انتهاك هذه الحرمة الجهل بدين الله عز وجل، وهكذا ضعف الإيمان والغفلة وعدم الخوف من الله سبحانه وتعالى، كل هذه أسباب في انتهاك هذه الحرمة، فمن كان مؤمنا بالله خائفا من الله يقضاً ولم يكن من الغافلين فإنه لا يجرؤ على هذا الذنب العظيم على هذا الذنب الموبق الذي يخسر به الإنسان الدنيا والآخرة والعياذ بالله.
ومن أسباب ذلك أيضا :الغضب, الغضب من أسباب ذلك، ولهذا جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح فقال : يا رسول الله أوصني فقال له لا تغضب, فقال أوصني فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لا تغضب, فقال أوصني فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لا تغضب.
وفي مسلم من حديث رجل بنحو هذا الحديث فقال الرجل فتأملت في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب فعلمت أن الغضب يجمع الشر كله، الغضب يدعو إلى سفك الدم الحرام، كم من شخص لا يملك نفسه عند الغضب وإذا به يسفك الدم الحرام ثم يتندم حين لا ينفع الندم، والواجب على الإنسان أن يمسك غضبه في أوله ولا يجعل الغضب يسيطر عليه، يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم إذا جاءه الغضب، إن كان قائماً فليجلس وإن كان جالساً فليضطجع وذلك من أسباب زوال الغضب، وإن كانت الأحاديث في ذلك في شيء من النظر لكن المعنى مستقيم، المعنى مستقيم ومجرب فمن كان قائماً فليجلس ومن كان جالساً فليضطجع، وهكذا يذهب ويتوضأ ويصلي ما كتب الله له، وينصرف عن موضع الغضب يعالج نفسه لا يجعل الغضب يسيطر عليه فإنه إذا سار مع غضبه فعل أفعال المجانين ربما يقتل أباه، وربما يقتل أمه، وربما يقتل ولده بسبب الغضب والعياذ بالله، فالواجب على المسلم أن يكافح الغضب في أوله قبل أن ينتشر ويتمكن الغضب عليه ويسيطر الغضب عليه، فالغضب يدعو إلى كل شر، ويدعو إلى كل منكر، وإلى كل بلاء والعياذ بالله، ولهذا أوصى النبي عليه الصلاة والسلام ذلك الرجل بترك الغضب، فهذا من أسباب سفك الدم الحرام.
من أسباب سفك الدم الحرام : الحرص على الدنيا وعلى شهواتها، فكم من أناس يتقاتلون فيما بينهم وتسفك الدماء المحرمة بسبب الدنيا، بسبب شيء تافه من أمر الدنيا، والدنيا وما فيها لا تساوي إراقة الدم مسلم واحد، لزوال على الدنيا أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم بغير حق، الدنيا وما فيها، فكيف تقتل أخاك على أمر تافه من أمور الدنيا، والدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي دم رجل مؤمن كما أخبرنا بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام، وفي حديث جابر في مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح والشح هو الحرص على الدنيا فإنه أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم، حملهم على أن سفكوا دماءهم الحرص على الدنيا من أسباب سفك الدم الحرام.
وهكذا الفتن الفتن إذا هاجت في أوساط الناس فإن من شرورها أن تسفك الدماء المحرمة، ويكون الناس في الفتنة كالمجانين الذين لا عقول لهم، جاء عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في مصنف بن أبي شيبة أنه قال :" ما الخمر صرفا بأذهب لعقل الرجل من الفتن، أي أن الفتن تذهب بالعقول أشد من إذهاب الخمر لها، ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام أوصانا بالابتعاد عنها، وجاء عند الإمام أحمد وعند أبي داود والترمذي وابن ماجة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :"كسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم يعني في الفتنة، والزموا أجواف بيوتكم وليكن أحدكم كخير من ابني آدم، كالخير من ابني آدم أي نعم الذي قتل ظلما، ولا يكن كالقاتل الذي قتل مظلوما ولا يكن كالقاتل الذي قتل ظلما:{لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)}[المائدة:28]
فليكن العبد في الفتن كالخير من ابن آدم، فليكن عبد الله المقتول ولا يكن عبد الله القاتل، علينا أن نتق الله عز وجل في هذه الحرمة العظيمة هذه الحرمة الموبقة التي انتشرت في أوساط الناس أخبار موجعة مؤلمة من هنا وهناك، يسمعها الناس ويتناقلها الناس في مثل هذه الأيام من انتهاك هذه الحرمة وعدم المبالاة بدماء المسلمين والعياذ بالله، فالواجب علينا أن نتق سبحانه وتعالى وأن نراقب ربنا سبحانه وتعالى، وأن نعلم أن المصير إليه، وأن المرجع إليه والله حكم عدل يحكم بين العباد ولا مفر من حكم الله عز وجل، ولا مفر من حساب الله سبحانه وتعالى، كم تبقى في الدنيا مآلك إلى الموت، وسوف تلقى عملك إن أحسنت جازك الله سبحانه وتعالى بالإحسان وزيادة، وإن أسأت فيخشى عليك من عذاب الله عز وجل، فالواجب على العبد أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، وأن ينيب إليه، وأن يرجع إليه قبل أن يأتيه الموت.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم اغفر لنا وارحمنا وهدنا وهد بنا، اللهم اغفر لموتى المسلمين أجمعين، اللهم يسر على المعسرين واقضي الدين عن المدينين، وعافي مبتلى المسلمين ، واشف مرضاهم، ورحم موتاهم إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم عافنا وعفو عنا، اللهم عافنا وعفو عنا، اللهم عافنا وعفو عنا، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم عليك بأعداء المسلمين من اليهود والنصارى ومن تآمر معهم على الإسلام المسلمين، اللهم كن لإخواننا المستضعفين في بلاد غزة، اللهم كن لهم ناصرا ومعينا واحفظهم بحفظك وأيدهم بتأييدك إنك على كل شيء قدير، اللهم الطف بهم، اللهم الطف بهم، اللهم الطف بهم، اللهم ارحمهم يا أرحم الراحمين، اللهم ارحمهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم فرج ما نزل بهم من المكروه والشر والكربة إنك على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة لهم إلا بك وأنت على كل شيء قدير ، اللهم امكر لهم ولا تمكر عليهم، اللهم امكر لهم ولا تمكر عليهم، اللهم أيدهم بتأييدك وعليك بأعدائهم من اليهود والنصارى وسائر الكافرين والمشركين، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، اللهم دمرهم شرة دمير واجعلهم عبرة للمعتبرين إنك على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين.
فرغها أبو عبد الله زياد المليكي حفظه الله