الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /التوبة والاستغفار من أسباب نزول الأمطار 23 محرم 1447هـ
التوبة والاستغفار من أسباب نزول الأمطار 23 محرم 1447هـ 2025-07-20 01:45:19


خطبة جمعة بعنوان التوبة والاستغفار من أسباب نزول الأمطار 


لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله 


سجلت بتاريخ ٢٣ محرم ١٤٤٧

مسجد السنة خنوة إب اليمن حفظها الله وسائر بلاد المسلمين 


إن الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه .


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[ آل عمران : 102] .


{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[ النساء : 1 ]


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب : 70 ،71].


أما بعد :  فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.


يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن نبيه نوح عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)}[نوح:10،14].

إن نعمة الله عز وجل لا تنال بمعصيته، نعم الله سبحانه وتعالى لا تنال بمعصيته عز وجل وإنما تنال نعم الله عز وجل وإنما تنال نعم الله عز وجل بطاعته والاستقام على دينه، والأمطار نعمة من نعم الله عز وجل، وهذه النعمة لا ينالها العبد بمعصية الله عز وجل، فالمعاصي شؤم وشر، يناله العبد بالإيمان بالله والاستغفار والتوبة والإنابة إلى رب العالمين سبحانه وتعالى، فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا أي كثير المغفرة، يرسل السماء عليكم مدرارا،{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)}[هود:52].

وهذا ذكره الله عز وجل عن نبيه هود عليه الصلاة والسلام أنه خاطب قومه بذلك، فبالتوبة والاستغفار ينزل الله سبحانه وتعالى الأمطار، فلا بد للعباد أن يرجعوا إلى ربه سبحانه وتعالى فنعم الله تنال بطاعته،{وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا (16)لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ}[الجن:16،15].


وقال سبحانه وتعالى:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)}[الأعراف:96].

فبالإيمان والتقوى ينال العباد هذه النعمة وهي نعمة الأمطار، ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، من بركات السماء الأمطار، ومن بركات الأرض خروج الثمار.


وقال سبحانه وتعالى :{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ} ومن ذلك القرآن فإنه أنزل إلينا من ربنا سبحانه وتعالى{ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ } لأكلوا من فوقهم جاءهم النعيم من فوقهم ومن ذلك إنزال الأمطار ومن تحت أرجلهم ومن ذلك خروج الثمار، إذن نعمة الله عز وجل تنال بطاعته بالاستقامة على دينه، وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا بالإيمان والتقوى بالتوبة والاستغفار، بالاستقامة على وحي الله عز وجل بالعمل بالقرآن والتحاكم إليه والاهتداء به، إن استقام العباد على هذه الأمور أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم بنعمة الأمطار وبغيرها من النعم الكثيرة، وإن أعرضوا فلا يلومون إلا أنفسهم، والله سبحانه وتعالى لا يظلم العباد، وإنما يظلم العباد أنفسهم، قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي:" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما، فالظلم حرمه الله عز وجل على نفسه وإنما يظلم العباد أنفسهم،{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118)}[النحل:118].


قال:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ}[الرعد:11].

إذا أردنا أن يغير الله عز وجل ما بنا من الشدة والمحنة والبلاء فلابد أن نغير ما في أنفسنا من الظلم إلى العدل، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الغفلة إلى اليقظة، فنغير ما في أنفسنا يغير الله سبحانه وتعالى ما بنا، ويغير الله سبحانه وتعالى أحوالنا، الأمطار نعمة من نعم الله عز وجل ونعم الله تنال بطاعته، يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)}[الأنعام:99].

فربنا سبحانه وتعالى في هذه الآية بيّن هذه النعمة العظيمة، وأنه هو وحده لا شريك له الذي أنزل من السماء ماء، ولما أنزل الماء من السماء أنبت وأخرج نبات كل شيء أي مما يحتاجه الناس في مطعمهم وفي تغذيتهم وفي أقواتهم، وما تحتاج إليه البهائم، فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا وهي الزروع الخضراء، نخرج منه حبا متراكبا وهي حبوب الزروع من البر ومن الشعير ومن الذرة ومن غير ذلك من أقوات الناس مما ينتفع الناس به، ومن النخل من طلعها قنوان دانية وهي فصام النخل التي أعذاقها قريبة للمتناولين، وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه أي يشبه بعضه بعضا من حيث الأوراق شجر الرمان وشجر الزيتون وإن كانت الثمرة مختلفة، فالله عز وجل ينزل لنا الأمطار من أجل أقواتنا وما نحتاج إليه، من أجل منافعنا، فاسبتدل كثير من الناس هذه الأشجار الطيبة بالأشجار الخبيثة، بالأشجار الخبيثة التي ليس فيها منفعة لا في الأقوات ولا في غير ذلك من مصالح الأبدان وأرادنا أن ينعم الله سبحانه وتعالى علينا بالأمطار، ربنا سبحانه وتعالى أنزل الأمطار من أجل أقوات الناس وأقوات البهائم من أجل إخراج الزروع والثمار، من أجل إخراج ما ينتفع الناس به في مطعمهم في غذائهم في أقواتهم:{وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} فالمطر ينزله الله عز وجل لمنفعة الناس في أقواتهم وفي أقوات بهائمهم، فأزيلت مثل هذه الأشجار النافعة المفيدة واستبدلت بما هو خبيث ثم نريد من الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بالأمطار، نعمة الله عز وجل تنال بطاعته، نعمة الله سبحانه وتعالى تنال بالاستقامة على دينه، باتباع مرضاته، لا تنال نعمة الله عز وجل بمساخطه،{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ(10} أي ترعون أنعامكم،{ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)}[النحل:10،11].

نعمة الله عز وجل تنال بطاعته، علينا أن نستقيم على شرع الله عز وجل، وأن نسارع في مرضات الله سبحانه وتعالى، إن أردنا الخير وإن أردنا النعم علينا أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعة ونستقيم على شرع الله عز وجل، معاصي الله عز وجل لا ينال العبد منها إلا الغضب من ربه عز وجل ولا ينال إلا الشدائب والمصائب،{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (30)}[الشورى:30].

وجاء عند البزر وعند الحاكم وأصله عند ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، فمن أسباب امتناع المطر ومن أسباب قلته أن يمتنع الناس عن الحق الواجب في أموالهم لا يحسنون إلى عباد الله عز وجل بالزكاة الواجبة التي افترضها الله عليهم، ويبخلون فيما أوجب الله سبحانه وتعالى عليهم، فذلك من أسباب القحط وقلة الأمطار ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، هكذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام، فعلينا أن نرجع إلى ربنا إن أردنا أن يغير الله أحوالنا.


أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:


الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: روى الإمام أحمد في مسنده وجاء أيضاً عند الترمذي من حديث الحارث البكري رضي الله عنه أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحصلت قصة بينه وبين عجوز من بني تميم وفي أثناء الحديث قال رضي الله عنه : أعوذ بالله ورسوله مثل أن أكون مثل وافد عاد، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : وما وافد عاد؟ قال هي وما وافد عاد وهو أعلم بالحديث منه لكنه يستطعمه وهذا من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام، فقال الحارث رضي الله عنه إن عادا قحطوا أي أصابهم القحط ولم تنزل لهم الأمطار فتضرروا بذلك، إن عادا قحطوا فأرسلوا وافدا يستسقي لهم يقال له قيل، أي اسمه قيل فمر على معاوية بن بكر وفي رواية على بكر بن معاوية ومكث عنده شهرا يسقه الخمر وتغنيه قينتان أي مغنيتان يقال لهما الجرادتان فلما مضى الشهر وهذا الرجل أرسله قومه وهو قوم عاد من أجل أن يدعو الله عز وجل لهم بالسقيا فإذا به يتجه إلى رجل من العرب ومكث عنده شهراً يشرب الخمر، يشرب الخمر ويسمع إلى صوت المغنيات وبعد أن مضى الشهر ذهب إلى جبال تهامة وفي بعض الألفاظ المهرة، ذهب إلى جبال تهامة وقال : اللهم إنك تعلم أني لم أجئ لمريض أداويه ولا لأسير أفاديه فاسقي عادا ما كنت تسقيه، وفي لفظ أنه قال: واسقي معاوية بن بكر أو بكر بن معاوية يشكر له سقيه للخمر واسقي معهم معاويه بن بكر يشكر له سقيه للخمر، فأراد أن يشكر له صنيعه حين مكث عنده شهرا يسقيه للخمر فأدخله أيضا في الدعاء وقال: واسقي معه أي مع عاد بكر بن معاوية يشكر له سقيه للخمر، فجاءت سحابات سود فقيل له اختر فأشار إلى واحدة منها فسمع صوتا من تلك السحاب رمادا رمددا لا تبقي من عاد أحدا، أو خذها رمادا رمددا والرمدد بمعنى شديد الحر الدقيق من الرماد الذي اشتد حره، خذها رمادا رمددا لا تبقي من عاد أحدا فأهلكهم الله سبحانه وتعالى وقد كانوا ذهبوا أرادوا السقيا،{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22) قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (23) فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَىٰ إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)}[الأحقاف:21،25].

نعمة الله لا تنال بمساخطه، هؤلاء عصوا ربهم سبحانه وتعالى، عصوا ربهم في ليلهم وفي نهارهم فلما أصابهم القحط أرادوا نعمة الله سبحانه وتعالى بمعصيته فنزل عليهم العذاب الأليم فدمرهم رب العالمين سبحانه وتعالى وأهلكهم، فإذا أردنا نعمة الله عز وجل فعلينا بطاعته، علينا أن نستقيم على شرعه، علينا أن نسارع في مرضاته سبحانه وتعالى وأن نتوب وأن نستغفر ربنا سبحانه وتعالى نغير أحوالنا حتى يغير الله سبحانه وتعالى ما بنا.


أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا أجمعين وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إننا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم إننا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم أغثنا يا رب العالمين، اللهم أغثنا يا رب العالمين، اللهم أغثنا يا رب العالمين، اللهم أرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين إنك أنت الغفور الرحيم، ربنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك ورحمنا إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم تجاوز عن سيئاتنا، اللهم تجاوز عن سيئاتنا، اللهم تجاوز عن سيئاتنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم انتصر لإخواننا المستضعفين في بلاد غزة، اللهم كن لهم ناصرا ومعينا ومؤيدا وظاهيرا، اللهم عليك بأعدائهم من اليهود والنصارى ومن تآمر معهم على الإسلام والمسلمين، اللهم إني ندرا بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم إنك على كل شيء قدير، اللهم إنهم لا يعجزونك اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك إنك على كل شيء قدير، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة واقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.


فرغها أبو عبد الله زياد المليكي حفظه الله


جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي