الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /الدرر في بيان أنه لا ينفع حذر من قدر خطبة ١٣ ذي القعدة ١٤٤٤
الدرر في بيان أنه لا ينفع حذر من قدر خطبة ١٣ ذي القعدة ١٤٤٤ 2023-06-11 00:56:46


خطبة جمعة بعنوان (الدرر في بيان أنه لا ينفع حذر من قدر)

لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه

سجلت بتاريخ ١٣ذي القعدة ١٤٤٤ه‍
بمسجد 🕌 المغيرة بن شعبة 🕌 مدينة القاعدة محافظة إب حفظها الله وسائر بلاد المسلمين


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]
أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
جاء في مسند الإمام أحمد، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا ينفع حذَرٌ من قدَرٍ ، والدعاءُ ينفع مما نزل ومما لم ينزلْ ، وإنَّ البلاءَ لينزل فيَلقاه الدُّعاءُ فيعْتلِجانِ إلى يومِ القيامةِ.
وهذا الحديث له ما يشهد له ويقويه، وقد جاء في المستدرك للحاكم، وعند البيهقي في والقضاء والقدر بإسناد صحيح عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال :" لا ينفع حذر من قدر ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر، لا ينفع حذر من قدر، فمهما حذرت فإن حذرك لا ينفعك من قدر الله عز وجل، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فالأمر لله سبحانه وتعالى فهو الحاكم بين العباد، يقضي ما يشاء، ويقدر ما يشاء، وأنت عبد لله عز وجل تسير على وفق قضاء الله وقدره، مهما حذرت فإنه لا ينفع حذر من قدر، أمر الله سبحانه وتعالى نافذ، ولو اجتمع من في السماوات والأرض على أن يغيروا شيئا من أمر الله عز وجل ما استطاعوا، فمهما فررت من شر وأردت أن تتقي ذلك الشر وقد قضاه الله سبحانه وتعالى عليك فلابد أن ينزل بك، ومهما أردت وحرصت على خير ما أراده الله لك فلن تتمكن منه أبدا، الأمر لله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد، لا ينفع حذر من قدر، يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ}[آل عمران:154].
فلا مفر من قدر الله عز وجل، فقد عاب الله سبحانه وتعالى على المنافقين الذين قالوا هذه المقولة، وبين سبحانه وتعالى أنه لا حذر من قدر، لا ينفع الحذر من قدر، وأن من كتب الله سبحانه وتعالى عليه الموت لا بد أن يتجه إليه، ولابد أن يخرج من بيته ومن منزله إلى الموضع الذي قدر الله سبحانه وتعالى عليه الموت، فلا مفر من قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره،{الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (168)}[آل عمران:168].
لا يستطيع أحد أن يدرا عن نفسه الموت مهما حذر من أسبابه فإن الموت لا بد أن يأتيه، ولابد أن ينزل على جميع العباد، فلا ينفع حذر من قدر، هكذا بين ذلك ربنا سبحانه وتعالى في آيات كثيرة، وعاب الله سبحانه وتعالى على المنافقين الذين ظنوا أنهم بذكائهم وبحسن رأيهم سوف يفرون من القتل ومن الموت، فبين الله سبحانه وتعالى أن الأمر بخلاف ذلك، وأن قضاء الله سبحانه وتعالى كائن لا بد منه، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى حال الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف، فخرجوا من بيوتهم ومن منازلهم فرارا من الموت، فرارا من الطاعون الذي نزل ببلادهم، فقال لهم الله:{مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243)}[البقرة:243].
فنزل الطاعون في بلادهم فهلك من هلك من الناس، ومات من مات بسبب الطاعون، وهنالك من الناس من فر من الطاعون إلى موضع آخر، فر من الموت حذر الموت، خرجوا من ديارهم وهم يحذرون الموت ويظنون أنه بقدرتهم أن ينجوا من قضاء الله عز وجل، وأن ينجوا من الموت فلما خرجوا من تلك الديار أمر الله سبحانه وتعالى بهم فماتوا جميعا:{فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243)}
لا ينفع حذر من قدر، فإذا كان الأمر كذلك فعلى العبد أن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يعلم أن ما قضى الله لا بد أن يكون، وألا يتسخط العبد على أقدار الله سبحانه وتعالى، وعلاج ذلك ودواء ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"
الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ. احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شَيءٌ، فلا تَقُلْ: لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ. 
لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، فأرشد النبي عليه والسلام في هذا الحديث إلى الدواء النافع في مثل هذه الأمور، وأن العبد يحرص على ما ينفعه، لا يعجز ولا يكسل عن الأمور التي فيها المنفعة له، يحرص ما استطاع على ما ينفعه، يحرص على الخيرات، ويحرص على اتقاء الشرور، لكن إن حرص على ذلك وجاء القدر بخلاف ما أراد فعليه أن يسلم لقضاء الله وقدره، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، لا تستعن بنفسك، ولا تتكل على نفسك في أمورك، وإنما استعن بربك سبحانه وتعالى، ولا تعجز فإن جاء القدر على خلاف المراد بعد أن حرصت على الخير، وحرصت على اتقاء الشر، واستعنت بربك سبحانه وتعالى فما عليك إلا أن تسلم لقضاء الله وقدره، فإن أصابك شيء فلا تقل لو كان كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، هذا هو العلاج النافع في مثل الأمور إذا ما نزلت الشدائد والمحن بالعبد أن يفوض أمره لله عز وجل، وأن يرضى بقضاء الله وقدره، وأن يعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وليعلم أنه لا حذر من قدر، قدر الله سبحانه وتعالى ماض على العباد، لابد من ذلك مهما حذرت ومهما ابتعدت عن أسباب الشر فإن المكتوب لا بد أن ينزل بك وبغيرك مما أراده الله سبحانه وتعالى، ومما كتبه الله سبحانه وتعالى وقضاه، وهذا فرعون في قصته مع نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام العبرة والعظة، ففرعون بلغه الخبر من أن هنالك طفل سوف يولد وسوف يكون انتهاء ملكه على يد ذلك الطفل، فكاد ببني إسرائيل تلك المكيدة العظيمة قتل أبناءهم واستحيا نساءهم حذرا من ذلك الأمر، حذرا من القدر الذي قد قضاه الله سبحانه وتعالى وقدره، قتل الأولاد، فجعل الله سبحانه وتعالى ذلك الولد الذي أراد أن يكون هلاك فرعون على يده يتربى في بيت فرعون، ويعطف عليه فرعون ويسعى في تربيته وفيه هلاكه، قال الله سبحانه وتعالى :{طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)}[القصص:1،8].
فما نفع ذلك الحذر من فرعون، وكان هلاك فرعون من ذلك الصبي وهو موسى عليه الصلاة والسلام الذي تربى عنده في كفالته، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يمضي قدره أمضاه، ولا يتمكن العبد أن يبتعد وأن ينجو من قضاء الله عز وجل ،فلا ينفع حذر من قدر، فأهلك الله سبحانه وتعالى فرعون وما انتفع بحذره ولا بكيده ومكره حين قتل أبناء بني إسرائيل، فقضاء الله سبحانه كان لا مرد له.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير، وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم. 


*الخطبة الثانية:*

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحابه وسلم، أما بعد: جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث صهيب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك القصة الطويلة قصة الغلام والراهب وذلك الملك من أئمة الكفر الذي دعا الناس إلى الكفر بالله عز وجل، وامتحن الناس بذلك، وفتن الناس على ذلك، فقص نبينا عليه الصلاة والسلام تلك القصة الطويلة، وما كان من شأن ذلك الغلام الذي هداه الله سبحانه وتعالى للإسلام، وكان يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله عز وجل، ويعافي المرضى بإذن الله سبحانه وتعالى، ويدعوهم إلى الله عز وجل ، وإلى الإسلام، يدعوهم إلى توحيد الله عز وجل، فانتشر خبره فغاض الملك ذلك الأمر فكاد به أنواع المكيدة حتى يطفئ نور التوحيد ونور الإسلام فيما يريد والله غالب على أمره، وفي آخر القصة كان يكيد بالغلام ويرسل معه بعض الجند لإلقائه من على الجبل أو لإغراقه في البحر فينجو ويهلك من أراد به المكيدة من أولئك الجند، فقال له الغلام إنك لست بقاتلي حتى تجمع الناس على صعيد ثم تأخذ سهماً من كنانتي وتجعل السهم في كبد القوس ثم تقل : بسم الله رب الغلام، فإنك إن فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس وفعل ما طلب منه الغلام وقال : بسم الله رب الغلام ورمى بسهمه فمات الغلام، فلما شاهد الناس هذا الأمر الجلل دخل الإيمان في قلوبهم وقالوا آمنا بالله رب الغلام، وهذا الملك فعل ذلك من أجل ألا يؤمن الناس، ومن أجل أن يستمر الناس في كفرهم، فكاد به بهذه المكيدة من أجل أن يطفئ نور التوحيد ونور الإسلام، فأتي الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذرقد والله وقع بك حذرك، آمن الناس أرأيت ما كنت تحذر قد والله وقع بك حذرك، لا ينفع حذر من قدر، إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يمضي شيئا أمضاه، لا قدرة لأحد من العباد أن يدفع قضاء عز وجل وقدره، أن يدفع قضاء الله وأن يدفع قدره سبحانه وتعالى، الأمر لله من قبل ومن بعد، أمر الله نافذ في العباد وهم سائرون منقادون متذللون خاضعون لقضاء الله ولقدره، ومن هذا الباب ما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنه ذكر للنبي عليه الصلاة والسلام أنهم تأتيهم السبايا أي من النساء المملوكات الإماء ويطمع في الثمن أي لا يريد أن تكون تلك الإماء من أمهات الأولاد، وأرادوا أن يطأوا تلك الإماء وألا تحمل لهم، فسألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن العزل أي في جماعهن حتى لا يحملن ويلدن، فقال النبي عليه الصلاة والسلام أومنكم من يفعل ذلك ما عليكم ألا تفعلوا فإنه ليست نسمة كتب الله سبحانه وتعالى أن تخرج إلا خرجت، ما من نسمة كتب الله سبحانه وتعالى عليها ان تخرج إلا خرجت، مهما حذرت فإنه لا ينفع حذر من قدر، فإذا حذرت ألا يأتيك ولد واستعملت العزل أو غير ذلك من أسباب موانع الحبل فإن كان الله سبحانه وتعالى قد قضى وقدر أن ذلك المولود لا بد أن يخرج إلى الدنيا فلا بد أن يخرج مهما حذرت، ومهما بالغت في الأسباب والموانع فإن قضاء الله سبحانه وتعالى نافذ لا محالة، لا راد لقضاء الله ولقدره، إذا علم العبد ذلك فإن نفسه تطمئن وتستريح، تستريح وتطمئن بقضاء الله وقدره، ويسلم العبد أمره لله عز وجل، ويرضى بمر القضاء، ويحقق العبودية لله عز وجل في السراء والضراء، وهذا هو الواجب على العبد فإياك والتسخط على أقدار الله، اياك والتذمر على أقدار الله، فإن القدر نازل لا مرد له وأن تسخطا، وإنما تنال الإثم بتسخطك، وتسخطك لا يرفع القدر، وإذا ما صبرت على قضاء الله وقدره نلت الأجر والثواب، وكان لك الجزاء العظيم من رب العالمين سبحانه وتعالى.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، وأن يرحمنا برحمته إنه الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم اهدنا إلى الصراط المستقيم، واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم الطف بالبلاد والعباد، اللهم الطف بالبلاد والعباد، اللهم الطف بالبلاد والعباد، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم يسر على المعسرين، واقض الدين عن المدينين، وعافي مبتلى المسلمين واشف مرضاهم وارحم موتاهم إنك أنت الغفور الرحيم، والحمد لله رب العالمين.


جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي