روائح العطر في بيان بعض أحكام زكاة الفطر
2023-01-05 15:31:40
[روائح العطر في بيان بعض أحكام زكاة الفطر]
وهي عبارة عن خطبة جمعة لشيخنا المبارك: أبي بكر بن عبده بن عبدالله بن حامد الحمادي
سجلت بتأريخ ٢٥/رمضان/١٤٤٢هجرية
مسجد الخير في مدينة القاعدة محافظة إب
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } [الأحزاب: 70، 71]
أما بعد
اعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة.
جاء في الصحيحين من حديث عبدالله ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ" البخاري (1407)
أي إلى صلاة العيد، يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، فهي فريضةٌ أوجبها نبينا عليه الصلاة
والسلام، ونبينا عليه الصلاة والسلام مبلغٌ عن ربه، وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحيٌ يوحى، فهي فريضةٌ فرضها رب العالمين سبحانه وتعالى،
والفرض بمعنى الواجب، فرض بمعنى أوجب،فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر ، وهذه زكاةٌ أضيفت إلى الفطر ، فتجب بالفطر من رمضان، إذا انتهى الصيام، إذا انتهى هذا الشهر ودخل الناس في الإفطار وذلك من غروب شمس آخر يومٍ من رمضان، فإذا ما غربت شمس آخر يوم من رمضان فإن زكاة الفطر واجبة، فمن عمره الله سبحانه وتعالى إلى ذلك الوقت فتجب عليه زكاة الفطر، ومن مات قبل ذلك فلا تجب عليه زكاة الفطر، لأن هذه الزكاة أضيفت إلى الفطر فتجب بالفطر، تجب بمغيب شمس آخر يومٍ من رمضان، وهكذا إذا ولد للشخص مولود قبل مغيب الشمس ولو بلحظاتٍ يسيرة فيخرج عن ذلك المولود، لأنه أدرك وقت الوجوب، أدرك وقت الوجوب فيخرج عنه من يعوله،يخرج عنه والده، وأما إذا ولد مولود بعد مغيب الشمس فلا تكون الزكاة على ذلك المولود، فلابد في المولود أن يولد قبل مغيب الشمس ولو بلحظاتٍ يسيرة ، فهذه زكاةٌ أضيفت إلى الفطر فهذا هو وقتها وقت وجوبها،فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، وهذه الزكاة التي فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم لحكمةٍ بالغة، ومن هذه الحكم تطهير الصائم، فإن العبد في صيامه لا يخلوا من اللغو ومن الرفث،يتكلم بما لا يليق، ويحصل له شيءٌ من الزلل في وقت صيامه، فإذا ما أدى هذه الزكاة طهر لله سبحانه وتعالى من اللغو ومن الرفث الذي حصل له في صيامه، جاء عند أبي داود(1609) من حديث عبد الله ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال:" فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ"
فهذه هي الحكمة في مشروعية هذه الزكاة أنها طهرة للصائم، يتطهر مما حصل له من اللغو والرفث في أثناء صيامه ،والحكمة الأخرى أنها طعمة للمساكين، يستغنوا بها عن السؤال في يوم العيد، ويوم العيد هو يوم الفرح والسرور، فإذا ما أُطعم من كان فقيراً أو مسكيناً فإنه يستغني عن سؤال الناس في ذلك اليوم، في يوم الفرح والسرور، وهذه حكمةٌ ثانية ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وطعمة للمساكين، يقول عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، وهذه الفريضة على من كان قادراً ،فإن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، فمن كان عاجزاً عنها فإنها تسقط عنه ،والقادر عليها كما ذكر العلماء هو من عنده ما يفضل عن قوت يومه وليلته، عن قوت يوم العيد وليلته، فإذا كان عنده ما يزيد عن حاجته وعن حاجة من يعول في يوم العيد وفي ليلته فإنه يخرج زكاة الفطر، وإذا عجز عن بعضها وقدر على بعضها يؤدي ما قدر عليه، لأن الله سبحانه وتعالى يقول{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنّه قال:"وما أمرتكم به فَأْتُوا منه ما استطعتم"البخاري (7288)، ومسلم (1337)
فإذا كان الشّخص يستطيع أن يؤدّي عن نفسه ولا يستطيع أن يؤدّي عمن يعول فيؤدي عن نفسه، يؤدّي عن نفسه لأن هذا الذي قدر عليه، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، يقول عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، وهذه الفريضة يؤديها الإنسان عن نفسه وعمن يعول إن كان قادراً على ذلك على ما سبق إيضاحه، وكان عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما يخرج زكاة الفطر عن نفسه وعن من يعول، من نسائه ومن غيرهم كما روى ذلك ابن ابي شيبة في مصنفه.
قال عبدالله بن عمر فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، بين عبدالله بن عمر رضي الله عنهما المقدار الواجب في زكاة الفطر، وهذا المقدار هو الصاع، والصاع عبارة عن كيل من المكاييل، إذا وضع الإنسان فيه البر الجيد فمقدار ذلك بالكيلوهات الموجودة في هذه الأزمان هو عبارة عن اثنين كيلو وأربعين جراماً من البر الجيد، فهذا هو مقداره باعتبار البر الجيد، وإذا أخرج غير البر فإن الأمر يختلف، فإذا أخرج من الارز مثلاً أخرج اثنين كيلو ونصف فإن ذلك يجزئه مع الزيادة، يجزء ذلك مع الزيادة، وله أن يخرج حباً ، وله أن يخرج طحيناً على الصحيح من أقوال العلماء، أن الطحين يجزئ وإن كان هنالك من نازع في ذلك ،لكن الصحيح من أقوال العلماء أن الطحين يجزئ، باعتبار أن هذا أرفق بالمساكين، فإن المسكين إن أعطي حباً تكلف أن يقوم بطحنه، فإذا ما يسر له الشخص وأعطاه شيئاً مطحوناً جاهزاً فإن هذا أيسر له، فهذا مما يجوز ،فيجوز أن يخرج حباً، ويجوز أن يخرج ما كان مطحوناً، كل ذلك جائز على الصحيح من أقوال العلماء، قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، والمراد بذلك أن يخرج ما كان قوتاً من أقوات البلد،
ونص عبدالله بن عمر على التمر وعلى الشعير، لأن التمر والشعير من أقوات الناس في ذلك الأزمان، وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في الصحيحين قال:" كنا نخرج زكاة الفطر صاعاً من شعير أو صاعاً من تمر أو صاعاً من أقط او صاعاً من زبيب"رواه البخاري (1506)، ومسلم (985)، واللفظ له.
فهذه أقوات الناس في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، فكانوا يخرجون التمر ،وكانوا يخرجون الشعير، وكانوا يخرجون الأقط، والأقط هو عبارة عما يطفو من اللبن، عما يطفو في أعلى اللبن بعد طبخه، فإذا وضع اللبن على النار وأغلي فإنه يطفو بياض في أعلاه،وذلك البياض يؤخذ إلى إناءٍ آخر، وكلما طفى بياضٌ أخذ إلى إناءٍ فما اجتمع في ذلك الإناء الآخر يقال له الأقط ،وكان هذا من أطعمة العرب، وشبيهٌ بذلك وقريبٌ بذلك إخراج الجبن، فالجبن قريبٌ من ذلك، فإذا أخرج الشخص جبناً، أخرج صاعاً من الجبن فإن ذلك يجزئه، والزبيب معلوم ،فكل ذلك مما يجزئ، وهكذا إذا أخرج الحنطة وهي البر فإنها أيضاً مجزئة، وإذا أخرج أيضاً الأرز وإن لم يُذكر في الحديث غير أنه من أقوات الناس في مثل هذه الأزمان فإن ذلك يجزئ، فيخرج العبد قوتاً من أقوات البلد، ولا يخرج السكر فيما يظهر لأنه ما هو من أقوات الناس وإنما هو من مكملات الأقوات، السكر من مكملات الأقوات وإنما يخرج البر، أو يخرج الأرز، أو التمر، أو مما ذكر في مثل هذه الأحاديث، وقول عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعٍ من شعير، دليلٌ على أن هذه الفريضة متعلقةٌ بالطعام، فلا يخرج الإنسان مالاً ،لا يخرج مالاً ويغير الفريضة التي فرضها رسول الله عليه الصلاة والسلام، والفرائض تبقى على ما هي عليها لا تغير ولا تبدل، من كان عنده شيء من الإبل قد بلغ النصاب فإنه يخرج من بهيمة الأنعام ،إن كان عنده خمس يخرج شاةً، وإذا بلغ إلى خمسٍ وعشرين يخرج من جنس الإبل ولا يخرج مالاً، وهكذا من كان عنده البقر وقد بلغت النصاب يخرج من جنسها ،ولا يخرج مالاً، ومن كان عنده الغنم وقد بلغ في النصاب فإنه يخرج من جنسها، ولا يخرج مالاً، وهكذا زكاة الزروع وزكاة الثمار من جنسها، كما قررها رسول الله صلى اله عليه وسلم ولا يخرج مالاً، وإذا كان عنده شيء من المال أو من عروض التجارة فإنه يخرج مالاً، فلا يغير العبد فريضة الله عزوجل التي فرضها وبينها وأوضحها سبحانه وتعالى، وبلغ ذلك نبيه عليه الصلاة والسلام إلى أمته، فزكاة الفطر فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً ولم يفرضها مالاً، وإن قال قائل إن المساكين يحتاجون إلى المال أكثر من حاجتهم إلى الطعام؟ فيقال إن ربنا سبحانه وتعالى عليمٌ حكيم، لا يخفى عليه شيء من أمور العباد، ومع هذا فرضها على هذه الصفة، والزكاة فرضت متنوعة،هناك زكاة مال يعطاها الفقراء مالاً، وهناك زكاة يعطونها من بهيمة الأنعام، وهناك زكاةٌ يعطونها من الثمار أو من الحبوب، فالزكاة شرعت متنوعة تسد حاجة الفقير من جميع الوجوه، فتترك الزكاة على حالها ،والعجيب أن هنالك من الناس من يتلاعب في هذا الباب، فإذا أراد أن يخرج زكاة ماله كعروض التجارة أو زكاة الذهب والفضة أو العملات الورقية إذا به يشتري طعاماً ويوزع طعاماً للفقراء والمساكين ويقول إن الفقراء والمساكين ربما تلاعبوا بالمال فيخرجها طعاماً، وإذا ما جاء إلى زكاة الفطر إذا به تنقلب به الأمور ويقول ما حاجة الفقير إلى الطعام ،حاجته إلى المال أحسن وأفضل يشتري طعاماً ويشتري ثياباً ويدفع إيجار منزله وغير ذلك من أموره ،فإذا به يتلاعب بالزكاة في الموطنين، وفي الموضعين، وكل هذا من تلاعب الشيطان، والواجب ترك الزكاة على حالها التي فرضها رب العالمين سبحانه وتعالى، هذا أستغفر الله أنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى الآله وصحبه وسلم أما بعد:
قال عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير ،وإذا أخرج الإنسان زكاة فطره لا يخرج الشيء الخبيث، لا يخرج ما كان تالفاً، لا يخرج ما كان مسوساً،وهكذا لا يخرج ما كان من رديء الأقوات ،فإن ربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم{وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)}[البقرة:267].
الله غني عن زكاتنا، غني عنا، غني عن أموالنا ،وإنما نحن ننفع أنفسنا بزكاة أموالنا ،ونؤجر عليها، يأجرنا ربنا سبحانه وتعالى، فلا يقصد الشخص ما كان خبيثاً، الذي إذا أعطي لم يأخذه إلا بإغماض نفسٍ، لا يقبله إلا عن إكراه، فكيف إذا أعطيت ذلك الشيء لا تقبله إلا عن إكراه، وإذا بك تتصدق به للفقراء والمساكين، فهذا مما لا يليق ومما لا يجوز ،أن تتيمم الخبيث، أي تقصد الشيء الرديء أو المعيب وتجعل ذلك صدقة، فالإنسان ربما يأكل أنواعاً معينة من الأقوات لنفسه يختار هذا لنفسه، وإذا أراد أن يخرج الزكاة إذا به ينظر إلى أردى الأقوات وأرخص الأقوات، ويخرج ذلك للفقراء والمساكين، وهذا مما لا يليق، وربنا سبحانه وتعالى يقول{لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}[آل عمران:92].
الشيء الذي تحبه تنفقه من أجل الله عزوجل، وفي مرضاة الله سبحانه وتعالى، كان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام رضي الله عنهم أجمعين يخرجون أنفس الأقوات عندهم، فكان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما يخرج التمر، كما جاء ذلك في البخاري لأنه كان أنفس طعامهم وأغلى طعامهم، فكانوا ينظرون إلى الشيء النفيس والشيء الذي يحبونه فينفقونه في مرضاة الله عزوجل، لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، هكذا يقول ربنا سبحانه وتعالى، قال عبد الله ابن عمر فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعاً من تمر أو صاعٍ من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير، يعني يخرج الإنسان الزكاة عن نفس هو و عمن يعول، عمن ينفق عليه من الكبار ومن الصغار، ومن الذكور ومن الإناث، ويخرج من ذلك الجنين ،فالجنين لا يدخل في هذا الحديث، فإن المراد بذلك من كان موجوداً ممن يعوله ،وأما الجنين الذي في بطن أمه فإنه لا زكاة فطر عليه على الصحيح من أقوال العلماء، لا يخرج الإنسان عن الجنين على الصحيح من أقوال العلماء، يقول عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ،أي إلى صلاة العيد، فتؤدى زكاة الفطر قبل أن يخرج الناس إلى صلاة العيد، ووقتها من غروب شمس آخر يومٍ من رمضان، وتنتهي بصلاة العيد ،فهذا وقتٌ واسع، من مغيب شمس آخر يوم من رمضان إلى قبل صلاة العيد، فلا يؤخرها الشخص إلى بعد صلاة العيد، فإن أخرها فهي صدقةٌ وليست بزكاةٍ مقبولة، في حديث عبد الله بن عباس عند أبي داود وابن ماجة قال رضي الله عنه فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة المساكين، فمن أداها قبل الصلاة أي قبل صلاة العيد فهي زكاةٌ مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقةٌ من الصدقات، أي ليست بزكاةٍ مقبولة، وإذا تعمد الشخص تأخيرها فإنه يجب عليه أن يخرجها وهي من الصدقات ،لكن يجب عليه أن يخرجها لأنها من حقوق الفقراء والمساكين، وإن حصل التأخير من غير تعمدٍ كالنسيان أوحصل شيءٌ من الخطأ الغير متعمد فيخرج بعد ذلك وهي مقبولة، لأنه لم يتعمد التأخير، وإنما المحذور أن يتعمد التأخير،فلا تؤخر صدقة الفطر، لا تؤخر زكاة الفطر عن وقتها، الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتؤدى في ذلك الوقت الذي بينه رسول الله عليه الصلاة والسلام ،فحافظوا على هذه الفريضة، وأدوا هذه الفريضة في وقتها، واحرصوا على الكمال فيها، لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، واتركوا ما كان خبيثاً، وتقربوا إلى ربكم سبحانه وتعالى بالطيبات، وبما تحبونه وترغبون فيه، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لنا وارحمنا واهدنا واهد بنا واجعلنا هداةً مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم اغفر لموتى المسلمين وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه انك أنت الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، ربنا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرةً من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم وفقنا لصيام بقية هذا الشهر وقيامه ،ووفقنا لقيام ليلة القدر إنك على كل شيءٍ قدير، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار،والحمد لله رب العالمين.