السؤال :

هل تقدم طاعة الوالدين على طلب العلم إذا كانا لا يرضيان لي بطلب العلم  ؟

الجواب :

هذه المسألة فيها شيء من التفصيل وذلك أنَّه قد تكون حاجة الوالدين ماسة إلى الولد، كأن يكون ليس هناك من يقوم بهما غير ذلك الولد  فهنا قد تعين عليه البر فيجب عليه أن يبقى عند والديه،  ويمكنه أن يلتمس العلم بأي طريق من الطرق ولو بسماع الدروس النافعة عن طريق الصوتيات وبقراءة الكتب النافعة ويجعل الله عز وجل له البركة في ذلك.

وقد يكون بقاء الولد عند الوالدين ليس من الأمور المتعينة وذلك كأن يكون هنالك  من يقوم بحق الوالدين، والوالدان لجهلهما بالعلم وفضل العلم  وما فيه من الخير والبركة يحاربان الولد على ذلك، ولو أنَّ الولد انشغل بأمور الدنيا وذهب عنهما لفرحا بذلك، ولو اغترب من أجل الدنيا لفرحا بذلك، فإذا كان الأمر كذلك فإن الإنسان لا يضيع نفسه لجهل الوالدين، وعليه أن يبرهما في غير ذلك ولا يضيع نفسه بسبب جهل الوالدين، فهنا قد عُلم أن المانع من ذلك هو عدم رغبة الوالدين في العلم  ويرون أن العلم من تضييع العمر لجهلهما بشرف العلم وما فيه من الخير والبركة لهما، فإن الولد الصالح يبر الوالدين في حياتهما وبعد موتهما، وعلى الولد أن يبرهما بالكلام الحسن ويبذل المعروف إليهما ويحرص على الإحسان إليهما بما استطاع ولا يضيع نفسه بسبب جهل الوالدين فعلى كل المسألة تحتاج إلى شيء من التفصيل.